جاءت مباراة قمة الكرة السعودية كلاسيكو الهلال والاتحاد متكافئة إلى حد كبير.. خرج منها الهلال محافظاً على فارق النقاط الخمس مع الاتحاد الذي انتزع الوصافة من النصر ووسع الفارق معه إلى نقطة وخمس نقاط خلف المتصدر الهلال..
المباراة على الرغم من خلوها من الأهداف إلا أنها كانت مثيرة حافلة بالفرص الضائعة والندية والتنافس القوي وقدّم خلالها اللاعبون أقصى ما لديهم.. ليفرض التعادل نفسه على أجواء اللقاء ويخرج الفريقان حبايب كما ظهروا في الملعب فلم تؤثّر حساسية المباراة وأهميتها على الروح الرياضية الممتازة التي كانت سائدة طوال مجريات اللقاء.
** الفريق الهلالي قدَّم أداءً متوازناً وسط الميدان مع ضعف واضح في الناحية الهجومية في ظل عدم ظهور ويلهامسون بمستواه المعهود.. ومعه أحمد الفريدي الذي كان يمكن أن يضيف لفريقه الكثير لو قدّر له وقدّم مستوى عالياً كما حدث في المباريات الماضية.. فيما قدَّم الاتحاد هو الآخر مباراة كبيرة وتحسّن أداء الفريق عمّا كان عليه قبل المباراة وكان الأخطر هجومياً والأقرب للمرمى لولا تألق حارس الكرة السعودية القادم عبد الله السديري، كما أن الأداء الجيد للدفاع الهلالي عموماً من حيث الرقابة والتمركز ساهم في إلغاء الخطورة الاتحادية التي تمثّلت في تحركات محمد الراشد المزعجة والمقلقة للمدافعين.. وفي تصوري أن خروج الهلال بالتعادل يعد نتيجة إيجابية جداً في ظل الاستعداد الاتحادي للمباراة والرغبة الكبيرة في الفوز لاستغلال عاملي الأرض والجمهور والملعب الذي اعتاد الاتحاديون اللعب والفوز عليه.. ولو أن المباراة كانت في الرياض مثلاً لربما كانت حظوظ الهلال أقوى وأكبر.. لكن التعادل بحد ذاته يعكس الحالة الفنية الجيدة للفريق الأزرق الذي دخل المباراة بالعديد من العناصر الشابة وافتقد عدداً من لاعبي الخبرة لتكون المباراة شهادة نجاح لكالديرون الذي قدَّم أداءً جيداً وعرف كيف يقدِّم فريقاً متوازناً يؤدي بثقة ويعرف ما يريد داخل الملعب.. ولعل شجاعة كالديرون في الزج بالأسماء الشابة والاعتماد عليها ومنحها الثقة يحسب له ولفريقه الذي تجاوز واحدة من أصعب المباريات في طريقه نحو اللقب.
عموماً المباراة كانت ممتعة ومرضية لكلا الطرفين، حيث يعرف الاتحاديون أن اللقب بات بعيداً عنهم في الفترة الراهنة وكان يمكن للفوز أن يعيدهم للمنافسة لكن المنافس كان قوياً واستحق الخروج بنقطة التعادل ليؤجل الحسم إلى مرحلة أخرى ستكون خلالها مباراة الشباب والهلال (المؤجلة) نقطة التحول، حيث إن فوز الهلال سيجعل الفارق بينه وبين أقرب منافسيه ثماني نقاط وهي كفيلة بحسم اللقب قبل نهاية الدوري بشكل رسمي لكن كل ذلك مؤجل حتى لقاء الهلال بالشباب متى سارت الأمور طبيعية وواصلت فرق الصدارة طريقها بثبات.
ختاماً الكلاسيكو أكّد أن الكرة السعودية ما زالت بخير وأن النتائج الأخيرة للمنتخب السعودي في كأس آسيا لا تعكس الواقع الفعلي لكرتنا القادرة على أن تكون أفضل حالاً مما هي عليه الآن..!
لمسات
الحارس الرائع عبد الله السديري كتب شهادة ميلاده نجماً كبيراً في سماء الكرة السعودية بالأداء الذي قدّمه أمام الاتحاد.. ليؤكّد للجميع أنه أمل ومستقبل الحراسة السعودية بعد العملاق محمد الدعيع.
في لقاء الكلاسيكو أثبت الزعيم أنه ضيف ثقيل ليس من السهل تجاوزه متى كان في أفضل حالاته الفنية وهذا ما حدث أمام الاتحاد.
أحمد علي أكد في الدقائق التي لعبها أنه لاعب طموح ومجتهد لديه الاستعداد ليصبح إضافة قوية للهجوم الهلالي.
الحكم البلجيكي جيروم كان أحد نجوم المباراة بقراراته الصحيحة ومتابعته الدقيقة وفهمه لكرة القدم كلاعب سابق.. باستثناء الكرة الوحيدة في نهاية المباراة التي قدّرها كحالة تمثيل من لاعب الاتحاد بحثاً عن ضربة جزاء.. لم يعلنها!
الإصابات العضلية التي تعرض لها عدد من لاعبي الاتحاد في المباراة عكست الجهد البدني الكبير الذي بذلوه في اللقاء إضافة إلى الضغط النفسي الذي عانوه خلال دقائقها.
بالجماعية واللعب السهل من لمسة واحدة تجاوز الهلاليون الفارق البدني والقوة الجسمانية الذي كان يميل لمصلحة لاعبي الاتحاد كما تفادوا أيضاً الاندفاع البدني في الكرات المشتركة ليخرج الهلال بسلام من اللقاء!
محمد نور كان بعيداً جداً عن مستواه ولم يقدّم ما يُذكر في اللقاء، بينما كان نايف هزازي قبل خروجه متحركاً وخطراً جداً أمام المرمى.. وأضاف الوافد الجديد محمد الراشد الحيوية لهجوم الاتحاد بمجهوده الوافر الذي قدَّمه في المباراة.
مبروك زايد كان مهزوزاً جداً في مرماه واتضح أنه كان نقطة ضعف واضحة في مرمى الاتحاد لكنه لم يتعرض للإحراج بالنظر لقلة المحاولات الهلالية أمام مرماه.
أحمد حديد استعاد جزءاً كبيراً من مستواه العالي وقدَّم مباراة ممتازة.. بينما كان رضا تكر أفضل المدافعين على الرغم من تقدمه بالسن كأكبر لاعبي المباراة.
بمباراة الكبيرين الهلال والاتحاد عادت القوة والإثارة والحياة فعلياً للملاعب السعودية.. ولذلك من المهم جداً أن يبقى الاتحاد قوياً على الأقل في ظل تواضع البقية وغيابهم التام فنياً!