جاءت أحداث تونس ومصر الأخيرة لتقدم دروسا مجانية لبعض الحكام العرب في كيفية التعاطي مع مطالب شعوبها, خاصة الشباب منهم الذين يشكلون أكثر من 70% من إجمالي عدد السكان, ولعل من أبرز تلك الدروس:
1 – إن الاعتماد على القبضة الأمنية, والتلويح بالردع والعقاب لايجدي أمام شباب عاطل فقد كل قيمة للحياة والمستقبل, فالبطالة هي بوابة المشاكل، ولذا فإن علاجها وإيجاد فرص عمل حقيقية للشباب مهما كان مؤهله تخلق منه مواطنا مسؤولا.
2 – إن البطانة المضللة والأقارب لهما دور رئيس في سقوط الحاكم نتيجة سيطرتها على مفاصل الدولة وهي أول الرؤوس التي يطالب الشعب بمحاكمتها باعتبارها مسؤولة عن تضليله وعدم نقل الحقيقة كما هي لا كما يريد هو.
3 – إن شباب اليوم لايهتم كثيرا بتاريخ القائد والخدمات التي قدمها فالمهم عندهم ما يقدمه لهم في وضعهم الحالي.
4 – إن غالبية الشعب لاتهتم كثيرا عندما يواجه الحاكم التحدي الشعبي, فهي أغلبية صامتة لاقيمة لها في الشارع.
5 – أحداث تونس ومصر ولدت لدى الشباب مفاهيم جديدة, وقناعات وليدة لذا لم يعد من المناسب تجاهلها بل السعي الى ايجاد الحلول المناسبة لها.
6 – إن التيارات الاسلامية ذات الصوت العالي ليس لها وجود فعلي في الشارع فهي ظاهرة صوتية عبر الفضائيات والصحف ليس الا.
7 – إن قرب الحاكم من شعبه وصدقه معهم لا من مستشاريه وأقاربه هي الضمانة الوحيدة لمحبة الشعب لقائده.
8 – إن الحالة التونسية المصرية قابلة للتطبيق والتكرار في دول لازالت تعاني من نفس معاناة هذين الشعبين الشقيقين.
هذه نقاط عجلى خرجت بها من خلال متابعتي للأحداث الاخيرة, ولايفوتني أن أشير الى أن الموقف الرسمي السعودي من الحالة المصرية تحديدا موقف مسؤول, وينم عن تقدير كامل لدور مصر العربي والاسلامي باعتبارها دولة مهمة لها ثقلها ومكانتها في المحيط العربي, فمصر حصن العروبة المكين وأي قلاقل أو توجهات غير محسوبة ستنعكس على المنطقة برمتها, حمى الله مصر وأهلها الطيبين من كل سوء !