Wednesday  09/02/2011/2011 Issue 14013

الاربعاء 06 ربيع الأول 1432  العدد  14013

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

من يسير في طريق معبّد، مرصوف بأمانة وتركيز، مكلل بإنارة قوية ضاجة، تحتضن جانبي الطريق الأشجار أو النخيل والأزهار الملونة، ويعتاد السير على ذات الطريق ذهاباً إلى منزله أو عمله وإياباً، سوف يعتقد أن كل الطرق بمستوى طريقه!

شأنه شأن من اعتاد على مستوى معيشي مرفه سكناً ومركبة وطعاماً وشراباً وسريراً، يتصور أن كل شعب وطنه أو شعوب العالم، بمستوى ما هو عليه أو يفوقه ويتفوق عليه، وأنه أمام كل منزل ما لا يقل من سيارتين فارهتين، إن لم تزد.

من يعتقد ذلك الاعتقاد حيال الطريق الذي اعتاده كيف سيجيء رد فعله لو تضرر طريقه المعبّد المرصوف المضاء، ضرر يستلزم غلقه لإجراء التحسينات وبالتالي تحويل المسار إلى طريق آخر متهالك مظلم مقفر!. هل ستتضح له حقائق مستويات الطرق المتفاوتة تفاوت الأحياء التي ترتبط بها والسكّان، قاطنيها! أو سيدرك أن كفتي ميزان الطرق في بلده غير عادلة، والكفة المرفهة: للطبقات المخملية الراقية، أما الكفّة الأخرى المتداعية المتهالكة: للطبقة على أو بين أو تحت خطر الفقر. الطبقة التي تعجز عن تأمين مسكن تمتلك صكه، إذا ما استوعبنا أن تمكين الفقراء من توفير المساكن لأنفسهم ضرورة ملحّة؛ لأن المسكن يستهلك جزءاً كبيراً من إنفاق الأسر ذات الدخول المنخفضة.

الطريق عنوان الحي وواجهته والمعبّر عن مستوى المساكن فيه. فكيف لمن هم بلا سكن يستحق أن نصفه بالأمن؟ أو ما هي الحالة النفسية لفئة عقدت آمالا ممتدة على أمانات مناطق المملكة في الحصول على منحة أرض؛ وخيّبت بعض الأمانات آمالهم وهم يقلبون تذاكر المراجعة التي أوشكت أن تبلى بعد أن شاخ عمر تذكرة حصل عليها شريحة كبيرة كالمواطن الذي نشرت (صحيفة اليوم) صورة ضوئية لتذكرة مراجعة «عام إنجابها» 1400هـ، بالصورة يناشد أمانة منطقته للمرة الثانية ولم يحصل على الأرض بعد! ثم يتساءل: هل أبدأ من الآن بتوكيل أبنائي بمتابعتها بعد أن يئست من المراجعة؟!!.

أي جهة نستطيع أن نعترف أنها المسئولة عن هذا التأخير في منح الأراضي لمستحقيها وقد تقادم بطلبهم طول العمر؟!

قبل أيام قرأت أنه تم تخطيط 21000 قطعة أرض في منطقة من مناطق المملكة وأن الإعلان عنها سيكون على مراحل خلال العام الحالي، كما وأنه سيتم الانتهاء من استكمال إجراءات منح أكثر من 3800 مواطن خلال اليومين.. خبر جميل، لكن المشكلة في السير من أجل تنفيذه، وهل سيضع المكلف بالتنفيذ أمام بصيرته أسر بأمس الحاجة لهذه المساحات الممنوحة المتواضعة قياساً بقصور مساحة الغرفة فيه مساحة الأرض الممنوحة «تقريباً»! ويتأخرون في منحها لمستحقيها!!

أن تمتلك أرضا يعني أن تستقر نفسياً أو يطمئن جزء من نفسيتك المتداعية في وطن «ليس وطنك فقط» بل في وطن عربي أكثر من 75 مليون فرد فيه يعيشون تحت خط الفقر، وغياب المسكن يستهلك «كما أشرت» جزءاً كبيراً من إنفاق الأسر ذات الدخول المنخفضة.

لن ننكر أن الدول ودولتنا تحديداً تسعى نحو تحسين أحوال الفقراء بوسائل شتّى أو تقترح وتنادي بالتحسين كأن تطرح مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر تتحقق بها إضافة للاقتصاد الوطني وتسد حاجة الفقير. لكن هل هي السياسة الصائبة وأكثر من ربع سكان العالم تحت خط الفقر المطلق «لا أدري أين يبيتون!!؟». أيضاً 25 ألف إنسان يموت يومياً في العالم من الجوع، ومازال صنّاع القرار أو الباحثون والمشتغلون بالهم الإنساني أو بالفقر البشري يستفسرون: من هو المسئول: القصور الذاتي؟ أو مؤسسات تتصدى للقضية، قضية الفقر؟ هناك من يشير إلى أن سبب تزايد نسبة الفقر نتيجة تطبيق سياسات العولمة وتخلي الدول عن برامج الرعاية الاجتماعية في معظم الأقطار العربية، والمملكة قطر ضمن خليّة الأقطار تلك!.

نتحدث عن الوضع لدينا ثم نخرج عن النسق ونتحدث عن الوضع في الدول الأخرى عربية أو دول العالم؛ ذلك لأن الوضع يتقاطع، وضع الفقر العالمي وغياب المسكن، المسكن.

مقترح المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر مقترح صائب للغاية وبالتالي قد يعالج البطالة التي تتقاطع مع غياب المسكن وشدة الفقر إذا ما عرفنا، وبحسب ما أدلى به (وزير العمل المهندس عادل فقيه): أن ما يقدر بنصف مليون مواطن لا يزالون عاطلين عن العمل، بالرغم من جهود الحكومة الرامية إلى توطين القوى العاملة في المملكة العربية السعودية. وقال الوزير في اجتماع لغرفة الرياض للتجارة والصناعة إن السعودة كانت تهدف إلى استبدال 10 في المائة من القوى العاملة الوافدة واستبدالهم بالمواطنين العاطلين عن العمل، ولكن البرنامج فشل في تحقيق هدفه. وأضاف: «خلال السنوات الـ15 الماضية، تم سعودة عدد قليل من الوظائف فقط». ويقدر معدل البطالة في المملكة بنسبة 10.5 في المائة وهو رقم مرتفع بالمقارنة مع المعدل العالمي البالغ 8.7 في المائة.

فالوظيفة، أو المشروع الصغير والمتناهي الصغر، بجانب تصحيح قصور الفقراء الذاتي، مع التسريع في استكمال إجراءات منح الأراضي من شأنه أن يحد من مستوى الفقر إذا استقر الإنسان في مسكن آمن يدخر له الجزء الكبير الذي ينفقه على مسكن مستأجر متداعي وبالتالي نقول إننا معاً نشكل كتلة بشرية قلبها النابض واحد، واحد يضخ الدماء في ملايين الأجساد.

P.O.Box: 10919 - Dammam 31443

bela.tardd@gmail.com
 

بلا تردد
العيش تحت خط الفقر المطلق جوع وشتات وموت
هدى بنت فهد المعجل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة