استعاد الأمير سلمان أمير الرياض مساء الأحد الماضي في افتتاح مقر وزارة التعليم العالي في المعذر -استعاد- التاريخ، ذاكرة المكان المعذر وذاكرة الزمان عهد الملك المؤسس عبدالعزيز يرحمه الله عندما ارتجل كلمته بعد أن قال وزير التعليم العالي د خالد العنقري «تضاعفت أعداد الجامعات خلال خمس سنوات من ثماني جامعات إلى (32) جامعة حكومية وأهلية»... حيث قال الأمير سلمان بكلمة غير مقررة: «في هذا الحفل رجعت إلى الوراء عندما وحد الملك عبدالعزيز هذه البلاد لم يكن فيها سوى 32 مدرسة وكانت المدارس بالمساجد إلا ماندر» كلمة الأمير سلمان هي استعادة لتاريخ مهم في حياتنا الحضارية لأنه ربط للآباء المؤسسين بهذا الجيل ممن هم على مقاعد الدراسة الحالية في (32) جامعة سعودية و(109) ألف طالب مبتعث في الجامعات الأجنبية في دول العالم، كما أن الأمير سلمان يوجه خطابه لمديري الجامعات وقيادات التعليم العالي ففيهم من درس زمن الكتاتيب وفي المساجد ومنهم من درس في مدارس طينية وعلى الحصير مفترشين الأرض وبينهم من درس في مدارس نظامية أهلية وحكومية على طراز حديث ومن هؤلاء من أكمل دراساته العليا في جامعات غربية وآخرون أكملوها في الداخل. إذن خطاب الأمير سلمان يستحضر التاريخ ليربط زمن المعذر عندما كانت وزارة التعليم العالي هي الحد الأخير للرياض في ركنها الشمالي الغربي وكانت على أطراف الوزارة تجاويف ظهرة طويق وغيران -غار- ودحول كلسية وأودية أخدودية وشعاب متعرجة والآن يدير هذا المبنى التعليم العالي (32) جامعة والعشرات من الكليات لأكثر من (700) ألف طالب وطالبة و(70) ألف عضو هيئة تدريس في الداخل و(109) ألف طالب وطالبة في جامعات العالم... وإذا كنا في مساء يوم الأحد الماضي قد أراد لنا الأمير سلمان أن نستلهم الماضي ونعيده معرفة للفارق مابين تاريخ المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وبين هذا الجيل الذي يتعلم داخل مدن جامعية بدأت تتشكل في مقرات عواصم المناطق والمحافظات وهي فضاء حضاري ليس ببعيد. فمن حضروا حفل تدشين الوزارة عاشوا الزمنين في القرى والأرياف وحتى في أحياء المدن حين كانت شوارعنا ترابية و(مداهيلنا) ضيقة وبيوتنا متلاصقة بيوت الطين والحجر وجذوع الأثل واليوم يقودون نهضة التعليم في بلادنا من مبنى استطال وارتفع علواً بحجم طموح قيادة هذه البلاد.