دائماً حينما يُكشَف عن مشروع أو مخطط تنموي يخفف عن المحتاجين أعباءً تحاصرهم، تكون الأفكار والأحاديث عن تلك المشاريع رائعة وجميلة، تثير الأحلام وتفجِّر الطموحات لدى المتلقين من الطبقة الاجتماعية المستفيدة من ذلك المشروع. ويوم أُعلِنَ عن إنشاء الهيئة العامة للإسكان استبشرنا جميعاً، وخصوصاً المواطنين الذين لا يزالون محرومين من مسكن خاص، حيث تلتهم الإيجارات الكبيرة النسبة الأكبر من مرتباتهم.
مبعث الترحيب بمولد هيئة متخصصة للإسكان والفرحة بها من قبل المواطنين ذوي الحاجة الذين لا يملكون مساكن، كون المملكة من الدول التي يشكل هؤلاء المواطنين نسبة عالية جداً قياساً بإمكانيات البلد ومساحته الكبيرة، وهذه الحالة وقلة من يمتلكون منازل خاصة بهم تمثل حالة فريدة في بلد لديه القدرة المالية ويمتلك الأراضي الشاسعة. ولهذا، فعند الإعلان عن إنشاء الهيئة العامة للإسكان انتظر المواطنون وبالذات المحتاجون أن تسرع الهيئة في معالجة المشكلة التي تشكِّل مع مشكلات الفقر والبطالة إحدى العوائق التي تعترض مسيرة التنمية المستدامة وإقامة مجتمع الرفاهية الذي يعمل من أجله خادم الحرمين الشريفين. فالهيئة العامة للإسكان، ومنذ إعلان تأسيسها وحتى الآن، لم تنجز إنشاء مساكن لتوزع على المحتاجين، مع أننا نسمع أن الهيئة بدأت في إنشاء مشاريع الإسكان، ولكن أين ومتى تنتهي من هذه المشاريع ومتى توزع على المحتاجين؟ فكل هذا لا يَعرِف عنه أحد. كل الذي أُعلِن عنه أن الهيئة انتهت من صياغة إستراتيجية جديدة لتوزيع الوحدات السكنية على المواطنين، اعتمدت على مراعاة تفاوت درجات الاحتياج من مواطن لآخر لتحديد أحقية الحصول على المسكن بدلاً من العمل بأولوية التقديم.
جميل أن توضع ضوابط وإستراتيجية للتوزيع لضمان التوزيع العادل.. ولكن أين هي المساكن التي ستُوزَّع.. ومتى يتم ذلك..؟!
JAZPING: 9999