قرأت ما كتب في العدد (13997) بعنوان (شاكراً للجزيرة) الأمير فيصل: اعتماد طريق (القصيم - مكة) بتوجيهات خادم الحرمين وولي العهد والنائب الثاني، وذلك على إثر ما كتبت في العدد (13972) حول اعتماد المرحلة الأولى من طريق (القصيم - مكة) وما بذله سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود - حفظه الله - نائب أمير منطقة القصيم من جهود جبارة ومضيئة حتى تم اعتماد التنفيذ، فقد تلقيت خطاباً كريماً من سموه الكريم يدل على متابعته وثقافته العالية وخُلقه الرفيع وتواضعه الجم ونكرانه لذاته. هذا المشروع الجبار أثبت أن همم الرجال وشهامتهم وأصالة معادنهم هي ديدن رجال هذا البلد وعلى رأسهم ولاة الأمر - حفظهم الله - وأصحاب السمو أمراء المناطق ونوابهم على رأس هذه القائمة.. حيث يبذلون من خلف الكواليس وفي زوايا بعيدة عن الأضواء عن كل ما يريح المواطن ويخدمه بشرط أن تكون خدمة عامة وشاملة.. وقد بيَّن سموه في خطابه الكريم ذي الرقم (10234) وتاريخ 19-1-1432هـ أنه يرجو من الله أن ينتهي العمل من هذا الطريق في القريب العاجل، وأشكر سموه على نبل أخلاقه وتجاوبه على ما يكتب في جريدة (الجزيرة) التي هي نبض يومي لكل أطياف الوطن وكل مناطقه، ومن قراءتي لخطاب سموه فإن هناك بعض المحطات المهمة التي مرت بها مراحل هذا الطريق العملاق (طريق القصيم - مكة) ومنها:
أ - قال سموه الكريم: (لا شك أن هذا المشروع جاء بناء على توجيهات مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أمد الله في عمره ومتعه بعونه وتوفيقه الدائمين وألبسه ثوب الصحة والعافية - وسمو سيدي ولي عهده الأمين وسمو سيدي النائب الثاني - يحفظهم الله - والذين كان لهم اليد الطولى في تحقيق هذا المشروع وظهوره واعتماده).
وهذا يدل على اهتمام ولاة الأمر - حفظهم الله - بكل ما يهم المواطن ويريحه حتى في تنقلاته.. فحين نرى طريقاً عملاقاً لا ننكر إلا في لحظة مرورنا به وبمن صممه.. ولكن لا نعرف ما بذل فيه ولاة الأمر والرجال المخلصين من جهد ومثابرة ومتابعة وكفاح.. بل وصل الأمر إلى اهتمام القيادة بهرمها الأعلى الملك ونائبه وسمو النائب الثاني.. ومرد اهتمامهم بهذا الطريق هو أهميته لحجاج بيت الله الحرام وعمّاره فهو ليس طريقاً تجارياً تمر عبره شاحنات نقل البضائع.. وليس طريقاً للبهرجة والمباهاة.. إنه طريق ولا ككل الطرق، ومشروع ولا ككل المشاريع، إنه طريق يؤدي من وسط صحراء الجزيرة إلى أقدس بقعة على وجه الأرض (مكة المكرمة).
ب - قال سموه: (أحمد الله العلي القدير الذي وفقني وجعلني أساهم ولو بجهد المقل في المشاركة بمتابعة هذا المشروع الحيوي المهم مع زميلي معالي وزير المالية ومعالي وزير النقل واعتماد المرحلة الأولى منه، كما أقدر لأخي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير المنطقة جهوده الموفقة وحرصه على تحقيق ذلك).
وأقول أن الاعتراف لأصحاب الفضل بفضلهم هي من صفات العظماء ودهاة الإدارة وأصحاب الإنجازات العظيمة الذين يتواضعون مع رفعة قدرهم.. ولمعالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري جهودٌ جبَّار في التخطيط والتنظيم لإكمال خيوط هذه الشبكة العملاقة من الطرق السريعة والمزدوجة على خارطة المملكة.. ولمعالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف جهد مبارك في التخطيط المالي لمشاريعنا العملاقة ومنها الطرق التي هي المؤثر الأول والعنصر الأكبر في تطور الاقتصاد الوطني.
ج - قال سموه: (أرجو من الله أن ينتهي العمل في هذا الطريق في القريب العاجل إن شاء الله، وسأبذل بحول الله وقوته قصارى جهدي لتحقيق ذلك).
وأعرف ما بذل سموه الكريم من جهد مبارك في دراسة وتصميم هذا الطريق حتى تم اعتماد المرحلة الأولى منه.. وأعرف أن سموه عند كلمته ووعده أنه سيبذل قصارى جهده لإكمال هذا الطريق في القريب العاجل.. بشرى أخرى من سموه فهو إذا قال فعل وإذا وعد نفذ.. وأقف إكباراً لسموه فهو نموذج مزيد للمسؤول المخلص الذي لا يكل ولا يمل من خدمة الوطن.
م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني