|
المجموعة القصصية: (الخبز والصمت) للقاص محمد علوان الصادر عن النادي الأدبي بالرياض تضمن العديد من القصص القصيرة.. ويقول القاص في إحدى قصصه:
نظراً لسوء الأحوال الجوية.. نرجو ربط الأحزمة والامتناع عن التدخين.. انبثق صوت المضيف يشوبه الخوف.. امتدت الأيدي في عجلة إلى الأحزمة.. الأصابع تضغط في عصبية بالسجائر المشتعلة لتطفئها ويشتعل الخوف في الوجوه.. الطائرة تغير من هدوئها السابق.. اللون الأصفر أخذ مساحة أكبر في الوجوه التي لا تعرف من تسأل.. المضيف يعبر الممر في عجلة.. يأخذ شيئاً ما.. العيون تلاحقه.. عجوز نحيل الجسم يشدد قبضته على ذراعي مقعده.. يزم شفتيه مع كل هبوط وصعود.. هناك في نهاية الطائرة حيث الركاب قلة طفل صغير افترش الأرض.. يقف.. يبتسم.. لا يعرف ماذا حدث سوى أن هذه الأرجوجة الكبيرة تزداد صعوداً أو هبوطاً..
في يده كيس كبير من النايلون يحاول نفخه بين حين وآخر..
الأم في مقعدها البعيد تشير له..
النساء كثيرات وهو لا يميز..
اللون الأسود طابع واحد.. فكيف؟
الأعصاب تصل إلى مرحلة الانفجار..
القلق يغزو النفوس.. المضيف يلتزم مقعده
مغمض العينين.. والطفل الصغير يقترب من وسط الطائرة.. لا أحد يلحظه..
العيون جميعها متعلقة بالنور
تريده أن ينطفئ.