القاهرة - مكتب الجزيرة
عقد الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزي المصري اجتماعاً طارئاً لرؤساء البنوك، للوقوف على الوضع الحالي من خلال صرف السيولة وإدارتها، ومناقشة عدد من الموضوعات لتحديد الأولويات التي سوف تعمل عليها البنوك خلال الفترة المقبلة تحسباً لطول فترة الاحتجاجات السياسية. وتم خلال الاجتماع مناقشة موضوعات تتمثل في قلق البنوك مع استمرار الأوضاع السياسية دون تحسن، وكيفية استعداد البنوك لافتتاح كامل فروعها، واستمع العقدة على مقترحات ورؤساء البنوك وطالبهم بالتعامل بحكمة مع الأوضاع الراهنة، في عمليات سحب النقدية، وما قد يظهر من مشاكل تتعلق بمطالب الموظفين. وأكدت مستشار رئيس بنك البركة بسنت فهمي، أن البنوك ليس لديها قلق من نقص السيولة، ولكن القلق هو استمرار الأوضاع كما هي، لافتة إلى أن 50% من أموال البنوك في مصر سائلة، وهو ما كان يتم انتقاده من قبل الخبراء، واتهامها بالأيدي المرتعشة في منح الائتمان، خاصة أن الفترة الماضية كانت المشروعات ذات المردود الاقتصادي التي تجذب البنوك لتمويلها كان عددها محدوداً.
وقالت فهمي: إن عمليات سحب النقدية من قبل العملاء جاءت على عكس المتوقع، حيث قام العملاء بسحب أموال تغطي فقط احتياجاتهم لفترات قصيرة، وهو ما يدل على ثقة المودعين بالجهاز المصرفي المصري، خاصة أن البنوك لديها ودائع تصل إلى 500 مليار جنيه يصعب صرفهم في شهر.
وكشفت فهمي عن حجم ما تم سحبه من أموال منذ بداية عمل البنوك، وهو 2 مليار دولار و800 مليون دولار، وما يعادل ذلك بالجنيه المصري، لافتة إلى ارتفاع حجم السيولة داخل البنوك، والدليل هو تصريحات البنك المركزي بشراء كافة احتياجات المواطنين من الدولار بما يؤكد وجود فائض لدى المركزي من الاحتياطي النقدي.
فيما أكد خالد الجبالى، العضو المنتدب لبنك باركليز، على قدرة القطاع المصرفي المصري على تجاوز مثل هذه الأزمات الطارئة، لافتاً نظرته الإيجابية نحو السوق المصري، خاصة مع وجود قوانين وتشريعات قوية تعد بمثابة صمامات أمان للنظام المصرفي بمصر، وأن مصر قادرة على تخطى الأزمة الراهنة والعودة بمعدلات النمو للاقتصاد القومي إلى طبيعتها مرة أخرى.