من المؤكد أن الأمطار التي هطلت على محافظة جدة، وتسببت في تكرار كارثة السيول، هي أكبر كمية وأكثر كثافة من العام الماضي، هذا ما أكدته الأرقام والإحصاءات التي نشرتها الهيئات المتخصصة في هيئة الأرصاد والهيئات العلمية الأخرى، إلا أن تكرار الأضرار وتأثر كثير من المواطنين والمقيمين من هذه الأمطار والسيول، وإن كان أقل من العام الماضي، ما كان له أن يحصل لو أن المعالجات التي حصلت بعد كارثة العام الماضي كانت تتسم بالجدية وعدم التسويف واللامبالاة، فقد تفاعل الجميع مع ما سببته الكارثة في عامها الماضي، والجميع تحدّث عن معاقبة المقصرين وإصلاح الأوضاع، إلا أنه مع مرور الوقت أخذ الجميع يتراخى، ووُضعت إصلاحات كارثة سيول جدة الأولى على الرف، أو لنقل لم تحظَ بالاهتمام الواجب؛ لتفاجئ أمطار العام الحالي الجميع، وتُسبِّب سيولاً أغرقت جدة وأحرجت مسؤولي أمانة جدة والدوائر الأخرى التي تقاعست عن إصلاح كارثة العام الماضي.
هذه المرة الجميع حتى الآن استفاد من الدرس، ويظهر ذلك من تشديد المسؤولين على أن يتم إنجاز كل ما اتُّفق على تنفيذه؛ أولاً لعدم تكرار مخاطر السيول، وثانياً لتعويض المتضررين، وهذا ما يؤكده تكراراً رئيس اللجنة الفرعية لدراسة ومتابعة تنفيذ مشاريع درء أخطار السيول الأمير خالد الفيصل الذي رفض القبول بأية تعويضات غير عادلة للمتضررين من سيول جدة، مشدداً على ضرورة الالتزام بالمهلة التي لا تتجاوز الشهر لإنهاء أعمال لجان حصر وتقدير الأضرار.
هذا الموقف هو ما يحتاج إليه أهالي جدة المتضررون وأبناؤها من مواطنين ومقيمين؛ فلا مجال الآن للتسويف والتعطيل؛ فالعمل وحده الذي سيعالج الأضرار التي أصابت المواطنين والمقيمين، والتعويض المنصف هو الذي يضمد جراحهم.
JAZPING: 9999