أن تفهم مشاعر الآخرين فهذا طريق سوي ومعبد بالورود للتعامل الصحيح والسليم، فإذا دخلت على مديرك في العمل ووجدت وجهه عابساً ولم تستدل على مشاعره وتقدمت بملاحظة ما أو اقتراح ما فإنك لابد أن تصاب بخيبة الأمل، لأنه لابد أن يصدك ويردك فتخرج من مكتبه محبطاً منكسراً وتلوم نفسك لأنك دخلت في الوقت غير المناسب. وقد تتصل بصديق تربطك به علاقة ود ومحبة تمتد إلى سنوات ودون سابق إنذار تحاول أن تكسر كل القيود فتواجهه بخبر مضحك بينما هو يعيش في حالة نفسية لا تحتمل مثل هذه المصادفات، فيرد ببرود أوقد يلجمك بكلمة تعكر صفوك وتسم هذا الصديق ظلماً بأنه وغد أو متكبر ولا يحترم الصداقة ثم توبخ نفسك كونك أزحت اللثام عن لغة ما كان مكانها الوقت الذي حاولت فيه الممازحة أو الملاطفة.
كثير من هذه المواقف تحدث لكثير من الناس.. لأنهم لا يملكون مجسات المشاعر لدى الآخرين ولأنهم ينطلقون بفضاضة مما يسيء إلى علاقاتهم بالآخر وما يفقدهم في كثير من الأحيان صداقات وعلاقات وقد يتطور الأمر إلى أكثر من ذلك فيفقدون وظائف ومناصب بفعل الخفة وقلة الدراية في جس نبض الآخرين عندما يواجهونهم.
بعض الدراسات توصلت إلى أن الهولنديين يعرفون مشاعر الآخرين من خلال تعابير الوجه. بينما اليابانيون يعرفونها من خلال نبرة الصوت. هذه الدراسات تفيد في معرفة الآخر وفي أسلوب حياة الناس وكيفية التعامل بين المنتمين إلى ثقافة واحدة وبين الثقافات المتعددة، فالمشاعر مفتاح العمل اليومي لكل شخص بدءاً من العامل البسيط وانتهاء بالمسؤول. والمشاعر هي طريق النجاح والفشل في تلبية حاجات الإنسان وتحقيق طموحاته ولا يمكن للعقل البشري أن يدبر نجاحاً ما دون الاتكاء على المشاعر التي تقود جيشاً من الأفكار وتدفع بحشود من الخيالات لتحقيق عمل ما أو طموح. ولا يفشل الأشخاص إلا عندما تكون حاستهم السادسة ضعيفة وأحياناً كفيفة ومشلولة لأن هؤلاء قد يقتحمون مجالاً ما في موقع ما يديره شخص معين لا يعرفون طبعه ولا شخصيته، فيجازفون في التعامل معه على غير سجيته التي جبل عليها وبالتالي فإنهم يغرقون في بحار نقمته وغضبه وتبوء محاولاتهم لتحقيق غرض ما بالفشل فقط لأنهم يجهلون مشاعر الآخر.