السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فقد اطلعت على المقال الموسوم ب(التمس لأخيك عذراً)، الذي سطره الكاتب الأستاذ سلمان بن محمد العُمري، في زاويته (رياض الفكر)، يوم الجمعة 17-2-1432ه، بعدد الجزيرة (13994).
وإنني إذ أقول إن هناك حوادث كثيرة في حياتنا كنا في أحيان ظالمين وفي أحيان مظلومين ولكن المهم في الأمر أن لا نتسرع في إصدار الأحكام على الغير ويوم نخطأ نعتذر ويوم يقع علينا الظلم نغفر، لأنه ليس أريح للقلب في هذه الحياة ولا أسعد للنفس من حسن الظن والتماس العذر للآخر فيه يسلم القلب من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس وتكدر البال وتتعب الجسد.
إن حسن الظن والتماس العذر يؤدي إلى سلامة الصدر ويقوي روابط الألفة والمحبة بين المسلمين فلا تحمل الصدور غلاً ولا حقداً امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث لا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا).
يقول الإمام الشافعي: (لما عفوت ولم أحقد على أحد أرحت نفسي من العداوات) وقال أيضاً: (سامح صديقك إن زلت به قدم فليس يسلم إنسان من زلل).
عند قول أو فعل يسبب لك ضيقاً أو حزناً حاول التماس الأعذار واستحضار أحوال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً).
إن التماس العذر وإحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك خاصة أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحرش بينهم وأعظم أسباب قطع الطرق على الشيطان هو التماس العذر وحسن الظن بالمسلمين. اللهم أنت أعلم مني بنفسي وأنا أعلم بنفسي منهم اللهم اجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون.
د. أحلام محمد حسين حكميوكيلة عمادة القبول والتسجيل للطالبات بجامعة جازان