في ظل حركة التغير التي يشهدها العالم العربي والتي نعيش تفاعلاتها اليوم يأتي التعليم ليكون أساساً يفترض أن يلحقه تطوير واسع يتوافق مع المتغيرات الحديثة.
نحتاج إلى تعليم إبداعي، تعليم يتخلص من التلقين إلى تعليم ينمي الإحساس بالذات، ويدفع إلى الارتقاء بالإنسان، ويرتفع بأفكاره إلى مستوى العصر الحديث الذي نشهد ملامحه في كل جوانب حياتنا والتي نتأثر بخطواته السريعة ولا نستطيع الانعزال عنه.
ويأتي التعليم الجامعي ليكون الأكثر حاجة إلى التطوير ليس فقط في الجانب التقني والعلمي ولكن في الدراسات الإنسانية، التي تحتاج إلى خطة تخرجه من التقليدية السائدة إلى ما يفيد العقل من خلال دائرة متسعة لا يعيقها عائق.
والمرتكز للتطوير هو عضو هيئة التدريس الذي يجب أن يكون مواكباً لأحدث وسائل التعليم وقادرا على استخراج المعلومة المؤثرة ومتفاعلا مع طلابه ليدفع بهم إلى التفكير البناء، وإلى المشاركة في العملية التعليمية من خلال النقاش والحوار والإضافة، وقد يكون من المهم أن تعمل الجامعات على غربلة مناهجها ووضع أساتذتها ومدى جديتهم في مواقعهم، ومدى قدرتهم على تطوير أدائهم عبر الاستزادة من المعرفة والمشاركة في البحث العلمي واستفادة الطلاب من علمهم وتجاربهم.
اليوم وأمام مشهد التغير الكبير في العالم العربي لم نعد في عزلة من هذا العالم الكبير بل لابد أن تكون مشاركتنا بناءة وإيجابية بإصلاح أنفسنا، وأبرز وسيلة لهذا الإصلاح التعليم كما أشرت، والجامعي منه على وجه الخصوص وقاعدته الأستاذ المميز القدوة.