للوطن رجالاته المخلصون الذين يستنير بآرائهم، ويهتدي بنيّر فكرهم، ويأوي إلى عزائمهم، يستظل في الهواجر بفيئهم، ويأوي في الدواجر إلى قراهم، هو ذاتهم المخلصة الصادقة، وهم ذاته المحفوظة الشامخة، المحفوظة بكنف الله تعالى، الشامخة بعزته ومنعته، ثم بعزيمة قادته الحافين حول حياضه المنيعة.
أولئك الذين لهم لبنات ثابتة في هذا الصرح المشيد، على أساسه الوطيد الذي أقامه الملك المؤسس الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه، وقام عليه بعزيمة الصناديد أبناؤه البررة من بعده، حتى أشرق علينا العهد المبارك الميمون لملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –ألبسه الله لباس الصحة والعافية وأقر بشفائه عيون أحبائه- الذي أثبت للتاريخ أنه مرحلة تستلهمها الملوك، ومنزلة تتوق لها العزائم، يشهد على ذلك الوطن المعطاء، الذي أضحى عجلة عمل متواصل في الليل والنهار، إرضاء لطموح هذا المليك الصادق الذي أبر بيمينه، وأوفى بعهده، وصدق في وعده.
إن الشواهد على إخلاص خادم الحرمين الشريفين لوطنه وأمته والإنسانية أكثر من أن تعدها الأقلام، أو تحتويها السطور، وليس في الوطن مكان إلا يشهد لهذا الملك العادل بمآثره التي يعد تعدادها عملا في حد ذاته، فكيف بالعمل ذاته، إنه سلسلة مترابطة من التفكير والتخطيط والإعداد والدعم والمتابعة، وهي لوازم قام عليها ملك الإنسانية حتى آتت أكلها في مدة وجيزة، وأضحت بهذه المعطيات بلادنا رمزًا للنمو المدروس، والتطور المرسوم، والنتائج المبهرة.
حق لخادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- أن تحفظ له الأجيال ما قدم لها، فهو سائر على نهج أبيه الملك المؤسس –طيب الله ثراه- وعلى منوال إخوانه الكرام - رحمهم الله - واضعًا السبيل البينة لهذا الوطن الأغر، تلك السبيل التي يحف بها كتاب الله الكريم، وسنة نبيه العظيم – صلى الله عليه وسلم- والحفاظ على المقدرات الثابتة الأصيلة، مع الأخذ بما وصلت إليه الأمم من وسائل الرقي التي لا تتصادم مع الثوابت الأصيلة التي أكدها –حفظه الله- في كل المحافل.
إن ملكًا هذه سجاياه وسماته لخليق بشعبه أن يفرح بما من الله عليه به من لباس الصحة والعافية، وأن يبتهل بالشكر لله تعالى على سلامة مليكه ورمز سؤدده وعزته، وإن هذا الفرح الأعم قد ملأ قلوب شعب كريم أحب مليكه الكريم، وهذه مواءمة بين الحاكم بالعدل وبين رعيته التي تفديه بالغالي والنفيس.
إن هذا الحب المتبادل بين الراعي ورعيته قل أن يُرى له مثيل في العالم، فقد أضحى سمة من سمات هذه البلاد الكريمة التي نهلت روحها التي تعيش بها من معين الدين والقداسة والأصالة، واستلهمت هذا الحب من عدالة حكامها، وتفاني شعبها فيما فيه سبيل الرقي والتقدم.
هنيئًا للمُلك والزعامة بشفاء تاجها وسراجها ورتاجها خادم الحرمين الشريفين الذي جمع بين أبهة الملك، وعدالة الحكم، وصفاء السيرة، ونقاء السريرة، فنسأل الله أن يديم عليه حلل الصحة، وأن يكنفه بكنفه الذي لا يرام، وأن يرعاه بعينه التي لا تنام، وأن يقر عينه بنائبه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز –حفظه الله- وبنائبه الثاني وزير الداخلية وحصنها الحصين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز –حفظه الله- وأن يديم على هذا البلد الأمين رجاله المخلصين، وبناءه المتين، وأن يرفعه مكانًا عليًّا في العالمين.
مديرجامعة الملك خالد