سعادة الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة -سلمه الله-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اطلعت على مقال الكاتبة الأستاذة رقية سليمان الهويريني، وما أبدته من تساؤلات حيال الأحداث التي شهدتها جمهورية مصر العربية الشقيقة، ودور سفارة المقام السامي في القاهرة، وأود أن أطمئن الكاتبة الكريمة على أوضاع المواطنين السعوديين سواء من سافر منهم أو من بقي منهم بمصر برغبته الشخصية.
وبالتأكيد فإن الأحداث التي شهدتها مصر مؤخراً كانت مصدر قلق لنا جميعاً من واقع مكانة مصر في المنطقة، وأيضاً قلقنا على أحوال المواطنين السعوديين وحرصنا على أمنهم وسلامتهم، وضمان عدم تأثرهم بالأحداث، خاصة وأن الجالية السعودية في القاهرة تعتبر الأكبر بين الجاليات الأجنبية حيث تعد بمئات الآلاف بين مقيم وزائر، لذلك كان حجم العمل المطلوب لرعايتهم يفوق بعشرة أضعاف حجم العمل لأي دولة أخرى، مع الأخذ في الاعتبار ما صاحب ذلك من ارتباك في الأيام الأولى للأزمة نتيجة لعدة عوامل أهمها فرض قانون حظر التجول، وانشغال الأمن المصري بالأحداث، وأيضا انقطاع وسائل الاتصال في الأيام الأولى، وتكرر انقطاعها في الأيام اللاحقة، يضاف إلى ذلك الضغط الذي شهده مطار القاهرة نتيجة لقيام العديد من الدول بإجلاء رعاياها، وعدم وجود العدد الكافي للموظفين المختصين بالمطار نتيجة للأحداث.
ولم تقتصر توجيهات القيادة الكريمة على الاهتمام بالمواطنين السعوديين فحسب، بل صاحب ذلك تجنيد كافة الإمكانات المطلوبة من إسكان للمواطنين، وزيادة عدد الطائرات وأيضاً دعم موظفي الخطوط لتسهيل سفر المواطنين، وبفضل من الله عز وجل، ثم بفضل الإمكانات المتوفرة فقد تم خدمة وتسهيل سفر عدد 24000 ألف مواطن ومواطنة ومرافقيهم، دون تعثر سفر أي منهم في نفس اليوم الذي حضر فيه، نقلتهم 116 طائرة في زمن قياسي مدته عشرة أيام حتى يوم الثلاثاء الماضي 5-3-1432هـ حيث بلغ في هذا اليوم عدد الطائرات المغادرة 8 طائرات سعتها الاستيعابية 1905 مقاعد، في حين لم يتجاوز عدد المسافرين 727 مسافراً في تدن واضح لعدد المواطنين الراغبين في السفر.
ولا بد لي من التنويه إلى التوجيهات الكريمة لقيادتنا الرشيدة بضرورة تجميع المواطنين وتسكينهم في أماكن لائقة بهم، في الوقت الذي نصبت فيه الخيام قرب المطار لبقية المسافرين من الدول الأخرى لعجز صالات المطار من استيعابهم، حيث تم حجز فندق الماريوت بالقاهرة، وأيضا فندق الفورسيزون بالاسكندرية، وكان بالإمكان حجز أكثر من فندق، لولا أن هذين الفندقين كانا الأقرب للمطار والأكثر أمناً للمواطنين لبعدهما عن مكان الأحداث، وهو الأمر الذي لم يتوفر لبقية الفنادق.
وقد ترى الكاتبة الكريمة أن ضخامة العمل المطلوب، علاوة على ضغط الأحداث في مصر والظروف التي صاحبتها على المستوى الأمني والإداري، كان لا بد وأن تصاحبه بعض الأخطاء أو القصور -خاصة في الأيام الأولى للأزمة- إلا أنه وبفضل من الله سبحانه وتعالى تم التمكن من السيطرة على الأمور، وكانت نسبة القصور أقل بكثير من المعدلات المحتملة في مثل هذه الظروف، ومع ذلك نعتذر عن أي قصور أو أخطاء قد يكون واجهها بعض المواطنين، ونشكر الله عز وجل على سلامتهم كافة، وعدم تعرضهم لأي سوء أو مكروه، وهو الأمر الذي كان محور اهتمامنا.
أرجو أن يحظى الرد بالنشر في صحيفتكم الغراء، بغية توضيح الحقائق للقراء الكرام.
ولسعادتكم فائق تحياتي وتقديري.
السفير أسامة أحمد نقلي -رئيس إدارة الشؤون الإعلامية