تعليقاً على الخبر الذي نشر في الصفحة الأولى في عدد 14007 والذي تحدث عن محافظة جامعة الملك سعود على مركزها الأول عربياً حسب تصنيف ويبوماتريكس الإسباني العالمي الشهير.
في البداية إنه لأمر جميل أن تحتضن بلادنا الغالية جامعة تحقق مراكز جيدة في تصنيفات عديدة، والأجمل أن مركزها يتطور بين الحين والآخر رغم عمرها الزمني القصير مقارنة بأصحاب المراكز الأولى.
فإذا ما علمنا أن هناك تصنيفات إقليمية وعالمية تهتم بالجامعات وتصنفها ولولا هذه التصنيفات لما سعت معظم الجامعات لتطوير أدائها، والمضي قدماً لتحقيق مراكز متقدمة لكي تحظى بسمعة عالية عالميا، ولكي تكون مطلباً مهماً لطالبي العلم، ومكاناً محبباً للأساتذة أصحاب الجوائز المتقدمة عالمياً، والتصنيف يعتمد على ما وصلت إليه الجامعة من أبحاث واختراعات ودراسات متميزة، وأن تكون هدفاً لكل من أراد التعليم المتكامل والمتميز.
وهذه التصنيفات لها معايير ومؤشرات لا بد أن أشير لبعض منها لكي تتضح الصورة لكيفية اختيار الجامعة ضمن هذا التصنيف، فبعض التصنيفات تعتمد على معايير منها جودة التعليم وأعضاء هيئة التدريس والأبحاث العلمية ومخرجاتها وحجم المؤسسة ومما يدل على استيفاء المعايير هو ظهور المؤشرات التالية: عدد الخريجين الحائزين على جائزة نوبل أو جوائز فيلد للرياضيات، وأعضاء هيئة التدريس الفائزون بهاتيك الجائزتين، والرجوع الدائم لأبحاثهم، وتوفر أبحاثهم في بعض مجال العلوم وكذلك ملاحظة الأداء الأكاديمي مقارنة بحجم الجامعة.
وهناك تصنيفات تعتمد على معايير جودة البحث، وتوظيف الخريجين والنظرة العالمية للجامعة وجودة التعليم وعند استيفائها تظهر مؤشرات التحكيم الدولي وتقويم جهات التوظيف وأعضاء هيئة التدريس الأجانب، ومعدل الأساتذة بالنسبة للطلاب، وكذلك عدم إغفال حجم موقع الجامعة إلكترونياً واستيفائه متطلبات من يريد الرجوع إليه، وغير ذلك من المعايير التي تقوم عليها التصنيفات العالمية بمسمياتها المختلفة.
وعند ذكر أهم التصنيفات العالمية وهي: تصنيف شنغهاي (التصنيف الأشهر والأقوى على مستوى التصنيفات العالمية للجامعات)، وتصنيف كيو اس (التايمز)، وتصنيف يبوماتركس الإسباني الشهير أيضاً.
ونعود لمحور حديثنا وهو جامعة الملك سعود التي حصلت وبكل جدارة على المركز الأول عربيا في التصنيفات الثلاثة الأقوى وهو شنغهاي وكيو اس ويبوماتركس، ومراكز متقدمة عالمياً متخطية العديد من الجامعات الآسيوية والأوروبية واللاتينية، وهذا مدعاة للفخر بكل تأكيد، فقد وصلت لترتيب 164 و212 و221 عالمياً، وضمن أفضل عشر وعشرين جامعة عربيا، وأول جامعة عربية وإسلامية، وهذه الأرقام التي لا تكذب دائماً تجعلك ترفع رأسك بوجود صرح تعليمي متميز في بلادنا. وبعد هذا يجب أن يفتخر الجميع بجامعتنا بتحقيق هذه المراكز المتقدمة، فقد تأسست الجامعة في السادس من نوفمبر من عام 1957م وبذلك يكون عمرها لم يصل لـ55 عاما، وهذه تواريخ تأسيس الجامعات التي حققت المراكز الأولى في التصنيفات العالمية:
جامعة هارفارد الأمريكية تأسست 1636م، جامعة إدنبرة بالعاصمة الإسكتلندية تأسست 1583م، جامعة برمنجهام البريطانية تأسست عام 1828م، جامعة كاليفورنيا تأسست عام 1868م، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأمريكي تأسس عام 1861م، جامعة درم البريطانية تأسست عام 1832م، جامعة كامبردج البريطانية وتأسست عام 1209م، وأخيرا جامعة إكسفورد التي تأسست قبل أكثر من 800 عام (ثمانية قرون).
بعد هذه الجولة السريعة في تواريخ تأسيس الجامعات التي تزيد على القرن والقرنين حتى الثمانية قرون من التجارب والبحوث من فشل للنجاح ومن استسلام لتحدٍ ومن سقوط لنهوض، تأتي جامعة وليدة بربع عمر هذه الجامعات أو أقل وتنافس وبقوة وتتقدم مراكز بخطوات واسعة وواثقة وها هي تتمخطر في نادي أفضل 200 جامعة، بعد كل هذا ألا يحق لنا بالفعل أن نفتخر بوجودها بيننا، ونرفع رؤوسنا بها عالية؟
ومن يخالجه شعور بالسعادة فليبحر في عالم الشبكة العنكبوتية الفسيح متنقلا بين المواقع العربية والإسلامية وليشاهد الإشادات التي تأتي من خبراء وأكاديميين وعلماء ومفكرين تجاه جامعة الملك سعود وتحقيقها المراكز الأولى عربياً وإسلامياً والمتقدمة عالمياً والمتقدمة جداً آسيوياً.
خالد سليمان العطاالله -الزلفي