تستعد المملكة وتحديداً الرياض المدينة والعاصمة لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله خلال هذا الأسبوع، الميادين، الرايات الخضراء وصور خادم الحرمين الشريفين وعبارات الترحيب ظهرت في الشوارع الرئيسة تهيئة للقاء القائد والوالد... الناس بانتظار اللقاء الأبوي بالأسرة السعودية وبانتظار التغييرات الإدارية في أجهزة قطاعات الدولة لأن الملك عبدالله صاحب مبادرات غيرت من أنماط حياتنا ومن تلك التغييرات الجامعات السعودية بعد أن كانت البلاد تغص بأزمات قبول الطلاب صحح الوضع الملك عبدالله ليقفز بالجامعات من الرقم (8) جامعات إلى (24) جامعة حكومية أهلية. كما عشنا ولادة مدنا اقتصادية ومدنا صناعية لم تكن معروفة وبدأت سكك القطارات تخترق صحراءنا من الخليج العربي وحتى البحر الأحمر شرقا وغربا، ومن الأطراف الشمالية لرمال الربع الخالي وحتى الأطراف الجنوبية لرمال النفود الكبير، وشهدت المشاعر المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة تمددا خارج أسوارها لتشهد توسعة وفك اختناق لم تعرفه المشاعر المقدسة من قبل. وإنشاء المراكز المالية والمدن الطبية وأيضا خططا للمحافظات الصغيرة أن تجعل من نفسها مدنا كبيرة تساند المدن التقليدية الكبيرة بعد أن تقرر أن يكون داخلها مدنا جامعية ومشروعات طرق.
إذن عرفت مدننا عمرانا في عهد خادم الحرمين وفي عودة الملك الميمونة ننتظر التغيير الإداري وهو الشق المتعلق بمعمار الإنسان بعد أن أكمل الملك عبدالله معمار البنيان المدن والجامعات والطرقات، ومن أبرز تلك التغييرات هي تحرير الوظائف من أسرها البيرقراطي التي أصبحت تدور في مثلث ضيق جد أضلاعه ثلاث جهات: وزارة الخدمة المدنية، ووزارة المالية، وإدارات الشؤون المالية والإدارية في الوزارات تتبادل الاتهامات ورمي الكرة والتسويف والضحية هم هذا الجيل خريجو الجامعات السعودية والجامعات العالمية ونزيد من جراحهم بعبارات قاسية نسميهم مرة بالبطالة ومرات بالعطالة ليعيش هؤلاء على دعم الأهل والمساعدات واستجداء القطاع الخاص وربما يعيشون على التسول وعطف الآخرين رغم أنهم مؤهلون تأهيلا أكاديميا من جامعات سعودية مرموقة ومن جامعات عالمية شهيرة... الخلاف الناشب بين أجهزة الدولة والمماطلات فيما بينها هي ساعات حريق وانتظار لهؤلاء الخريجين وموت بطيء لطموح الشباب الذي لاتدري ماذا يتولد عنه ولا تتنبأ بما يفكر ولا مستقبل هذا الصمت الذي لايلقى سوى متنفس الإنترنت ومقاهي الكافية والقهوة. هذا الخلاف العلني بين أجهزة الوظائف هو استمرار لتجميد أكثر من (110) آلاف وظيفة أعلنها مؤخراً وزير الخدمة المدنية أنها معطلة في أدراج الوزارات. وبالمقابل الشباب المؤهل على مقاعد المقاهي وأمام شاشات الإنترنت دون عمل... الملك عبدالله يحفظه الله حل أزمة قبول الجامعات بفتح المزيد من الجامعات وإنشاء برنامجين هما الابتعاث الخارجي والمنح الداخلية في الجامعات الأهلية السعودية والآمال معلقة بالله ثم بالملك عبدالله في تحرير أسر (110) آلاف وظيفة أو أكثر من هذا الرقم يحررها من أسر الدوائر البيروقراطية في أجهزة التوظيف بالدولة، والشروع في سن أنظمة ليستوعب القطاع الخاص شريحة من أبناء البلد بدلا من الدفع بالمزيد من التعاقدات الأجنبية على وظائف توفرها جامعاتنا. الملك عبدالله متعه الله بالصحة والعافية رسم لنا خريطة طريق منذ عام (1423) ومازالت هذه الخريطة بكامل فاعليتها وتطابقها مع الواقع ولاتنتظر إلا التعامل الجدي من الجهات التنفيذية وتنفذ ما خطط له، هناك جامعات تخرج وتؤهل ولتنتهي المخرجات إلى المدن: الاقتصادية والصناعية والجامعية والطبية.