لا يخفى على الجميع التكاليف الباهظة التي تدفعها وزارة التربية والتعليم في طباعة المناهج والتي تقدر بمئات الملايين من الريالات كل عام وهذا يشكل عبئاً مالياً على وزارة التربية والتعليم التي لم تحرك ساكناً في التخفيف من هذا العبء المالي وتبعاته وكان من المفترض أن تكون التربية حاضرة بكل مقوماتها بين أبنائنا الطلاب فالهدر في طباعة المناهج الدراسية عاما بعد عام جعل طلابنا الوقوع في ظاهرة السلوك الاستهلاكي التي يحرص رجال التربية على معالجتها بين أبنائنا الطلاب والذي يجعلهم في حيرة عندما تكون هناك مسببات مناقضة وتنبع من المدرسة ولاسيما من خلال التعامل مع المنهج الذي بين أيديهم والذي فيه الكثير من الأنماط والتوجيهات التي تحث على ترشيد الاستهلاك وكان من الباب أولى أن يكون البداية منه ولكن هذا لم يحدث فكيف نريد من طلابنا أن تكون تربيتهم قائمة على ترشيد الاستهلاك وآلاف من المناهج الدراسية مصيرها بعد الانتهاء من الفصل الأول والثاني إلى الزبالة ورميها في ممرات المدرسة والشوارع والمحيطة بها ولا يخفى على الجميع ما فيها من آيات قرآنية وأحاديث نبوية ولفظ اسم الجلالة والتي تداس بالنعال فهل هذا يتفق مع المعاني السامية للتربية لا والله بل هذا بل يناقض الذي من أجله أتى الطلاب لأن المدرسة رسالتها عظيمة لأنها تسهم في إعداد المواطن الصالح النافع لأمته، فالمناهج الدراسية التي تطبع عاماً بعد عام فلابد من إعادة النظر في طباعتها بهذه الكمية من خلال تربية أبنائنا على أن هذه المناهج مقدسة أدبياً فالمحافظة عليها هي تدخل في ما ننهله منها من قيم سلوكية وعلمية وحضارية وأنها أمانة يجب أن نحافظ عليها من الضياع وأن نهتم بنظافتها وعدم تمزيقها أو الكشط عليها لأنه في نهاية العام سوف يتم تسليمها لإدارة المدرسة لإرجاعها إلى مستودع الكتب لكي يتم الاستفادة منها من الطلاب الآخرين الذين سوف ينتقلون إلى المرحلة التي نحن تجاوزناه بهذه الطريقة سوف يستشعر الطلاب أهمية المناهج الدراسية ولن يكون هناك مجال إلى إهانتها أو إتلافها والذي كتب عنه الكثير من الكتاب ولكن بدون جدوى لأن إدارة المدرسة لم ترسخها تربوياً فقط تركز على تسليم المنهج نهاية الفصل الدراسي ولاسيما الثاني عند تسليمه الشهادة دون التدقيق في سلامة المنهج ونظافته، علماً بأن هذا المنهج لم يطبق بشكل صارم ومتابعة من إدارة المدرسة وهذا من الأسباب الرئيسية أن تصبح هذه ظاهرة مشاهدة في نهاية كل فصل دراسي فلهذا أهيب بالمسؤولين بوزارة التربية والتعليم أن تتصدى لهذه الظاهرة التي تناقض رسالتها التربوية وذلك من خلال لوائح تنظيمية يتم توزيعها على إدارات المدارس مدون فيها أهمية المحافظة على المناهج الدراسية التي يجب المحافظة عليها من قبل أبنائنا الطلاب وأن تكون هناك متابعة ومسائلة من قبل المعلمين لطلبتهم وبشكل مستمر طيلة العام الدراسي وأن هذه المناهج ينتظرها زملاؤكم الآخرين ولا شك أن قيام الوزارة بهذه الخطوة سوف تختفي هذه الظاهرة وسوف توفر مئات الملايين على خزينتها مما يجعل الطلاب أيضاً يتعاملون مع السلوك الاستهلاكي من خلال الامتثال للمنهج ومعطياته الذي يرسخ الوعي الاستهلاكي عندما نتعامل مع الاستهلاك في حياتنا اليومية كذلك أحب أن أشير إلى نقطة مهمة أنه يوجد دول في إفريقيا وآسيا (فقيرة) متعطشة إلى هذه المناهج والاستفادة منها وليس بالضرورة أن تكون منهاجاً تعليمياً لها ولكن الاستفادة من محتوياتها وما تتضمنه من معلومات قيمة فبإمكان وزارة التربية والتعليم أن ترسل هذه المناهج إليها بدلاً من هدرها بهذه الطريقة.
والله من وراء القصد.
- مكتب التربية العربي لدول الخليج