من يردد أن هناك شخصية داخل اتحاد الكرة لا تتأثر - عمليا- بما يحدث داخل ميدان التنافس الكروي مما يوقعها في مأزق عدم تطبيق القانون والنظام بحذافيره الدقيقة فهو إنسان يعاني من جفاف حقيقي فيما يخص معرفة الثقافة الاجتماعية العملية للإنسان السعودي إذ إننا كسعوديين سريعو التأثر -السلبي والإيجابي - في أعمالنا من حارس بوابة إحدى الجهات الحكومية وحتى معالي الوزير..!!
هذه حقيقة واضحة فالنظام موجود ومعروف وموثق لكن المشكلة في التطبيق ومراقبة التطبيق..!!
اليوم الاتحاد السعودي لكرة القدم يحاول جاهدا الانطلاق لمرحلة جديدة يطوي من خلالها سنوات الهواية وتباين العمل داخل لجانه وفوضوية الترتيب العملي وسوء الكثير من الكوادر العاملة وقلة خبرتها..!!
هذه الانطلاقة بدأت بوادرها بمحاكاة الهيكلة الإدارية الفنية للفيفا ليعقبها الإعلان عن ملء اللجان بـ111 عضوا كان الجميع يتوقع أن يحدثوا انقلابا حقيقيا للكرة السعودية إذ إن المسؤولين وعلى رأسهم الأمير نواف أعطاهم الثقة ولم يتدخل بعملهم مطالبا إياهم بالعدالة وتطبيق النظام على الجميع دون تمييز..!!
على أرض الواقع ومن خلال تجارب سابقة ومشاهدات حالية أيضا أجد نفسي متحيزاً للاستعانة بخبرات أجنبية محترفة وشهيرة داخل لجان اتحاد الكرة وخاصة منظومة أمانة اتحاد الكرة وهي الدينمو المحرك للجان والعقل المدبر لتحركاتها وتهيئة الأجواء لإنجاح أعمالها ناهيك عن لجان أخرى كالاحتراف والفنية والانضباط والمسابقات!!
الكوادر الأجنبية - الجيدة- لا تعترف بالعاطفة، بل تسعى للنجاح دون النظر إلى العواطف الاجتماعية أو الانتماءات الرياضية - المدمرة- وهي إلى جانب ذلك خريجة مدارس متطورة من الناحية الخططية والتنفيذية عكس ما لدينا من شح رهيب في العناصر الخبيرة ذات الاحتكاك الدولي المستمر إذ إن أغلب أعضاء اللجان نتاج ضعيف وهش لعمل فوضوي غير منضبط إداريا وماليا وفنيا داخل الأندية السعودية..!!
ما المانع أن يكون مدير مسابقاتنا أجنبيا أو مدير اللجنة الفنية أجنبيا ؟؟
لقد جربنا السعوديين كثيرا فماذا وجدنا سوى الفوضى وضعف الشخصية والانحناء لعوامل التأثير والإقالات المستمرة؟؟
نحن نأتي بالحكام الأجانب والأطباء الأجانب والمدربين الأجانب ونستعين بهم أيضا باللجان التطويرية إذا ما المانع أن يساعدونا في تأسيس بيئة قوية للعمل الذي ننشده جميعا وللاحترافية التي نتطلع إليها..!؟
لاشيء يمنع ذلك وإن كان الهدف هو التطوير وفق منظومة إيجابية فأعتقد أن ذلك الاتجاه لن يتأذى منه سوى المنتفعين داخل اتحاد الكرة ومن لهم مصالح ومطامع تعودوا عليها منذ سنوات وليس من السهل اقتلاعهم منها..!!
120 لاعبا دوليا في السعودية..!!
منذ العام 2006م وحتى بداية 2011م تم استدعاء أكثر من 120 لاعبا للمنتخب السعودي الأول - عشر منتخبات- ولم يفلح الأخضر في تحقيق أي إنجاز طوال تلك الفترة التي دربه خلالها خمسة مدربين، وكان أبرز الانتكاسات عدم وصول الأخضر إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا..!!
المسألة ليست لاعبين أو مدربين، فالقيمة العددية العناصرية الهائلة هي من دمرتنا ودمرت تركيز اللاعبين وشتت أذهانهم، بل وبسببها تنامت سلوكياتهم السلبية ومشاكلهم ولذلك دائما ما يعمد المدربون الأذكياء الى انتقاء الاعداد المناسبة سعيا للتركيز وضمانا للسيطرة على الموقف والعمل بأجواء هادئة والأهم أن يكون اللاعب على قدر كبير من الثقة بالتدريب وعلى دراية كاملة بما ينتظره من مهام..
أتمنى أن نترك فلسفة استدعاء خمسة وثلاثين وأربعين لاعبا للأبد وأن نعمل بشكل أكثر احترافية مع المدربين الذين ليست كل طلباتهم (أوامر)..!!
تصويبات:
- إيجاد مرصد كروي علمي أصبح ضرورة ملحة لتكملة منظومة الخطوات القادمة لتطوير الكرة السعودية.
- هلال النوايا الحسنة لازال يعكس مشاهد دراماتيكية هي هدية غالية لكل الباحثين عن الإنجاز والانتصار.. فقط اقتدوا بالهلال..!
- قدم فريق الرياض مستوى رائعا أمام النصر الذي أسعفه الحظ وطار لملاقاة الهلال في مباراة أكدت ان فارس نجد يحتاج إلى عمل كثير وكبير..!!
- كان من المنطقي أن يفوز فريق الاتفاق على الاتحاد ويبعده عن مسابقة كأس ولي العهد لسبب بسيط وهو ان الفريق الاتفاقي افضل من العميد الذي لازال منحنيا لبعض نجومه السلبيين..!!
- يستحق فريق الفيصلي ورئيسه الذهبي فهد المدلج كل الحب والتقدير والاعتزاز فقد قدم الفريق أحد أروع مستويات فرق دوري زين جماعية وأثبت أبناء حرمة أن العزيمة والعمل الرائع هما من يحقق الأهداف وينجزها بدقة..
- لا أجد داعيا لإعلان رئيس نادي الرائد في هذا التوقيت استقالته نهاية الموسم ثم بعدها بأربع وعشرين ساعة يعلن عدوله عنها..!!
- مبروك للطائي البدء ببناء منشأته الجديدة بعد عناء سنوات وسنوات وعقبال منشأتي الرائد والتعاون اللتين لا يوجد لديهما مشاكل ومع ذلك متأخرتان منذ أكثر من ثلاث سنوات.
قبل الطبع
لا يمكن أن يكون هناك أكثر من بطل لمعركة واحدة..!!
