قرأت الخبر المنشور في صحيفة الجزيرة يوم الجمعة الماضي بخصوص تجمهر عدد من العمالة صباح يوم الخميس الماضي أمام مركز الملك عبدالله المالي مطالبين من الشركة المنفذة للمشروع بتحسين أوضاعهم المالية والإدارية، وبحسب الخبر فقد أكد عدد من المتجمهرين في تصريحات «للجزيرة»، أن لهم فترة طويلة لم يتم تحسين رواتبهم الشهرية، وكذلك تحسين وضعهم المعيشي والسكن والنقل. وقالوا إنه لم يصرف لهم عدا مقابل ساعتين فقط، بينما يتم تكليفهم بساعات إضافية طويلة. وبين المتجمهرون عبر لافتات أنهم يطالبون بعدة مطالب أبرزها تحسين مرتباتهم الشهرية وكذلك تعديل بدل الأكل والسكن والعمل الإضافي والإجازة والعلاج، مشيرين أن معدل رواتبهم (1000) يتم استلامها يومي (13-14) من كل شهر.

ما الذي سوف يحدث في حال عدم رضاء العامل؟ بكل تأكيد سوف يؤثر ذلك على إتقانه للعمل الموكل له بالشكل المطلوب، وهذا بكل تأكيد الشيء الذي لا يرغبه القائمون على هذا المشروع الحيوي المهم في العاصمة الرياض. وأنا متأكد أن هناك حالات مشابهة كثيرة لعمالة في مؤسسات وشركات ومصانع أو حتى عمالة منزلية تعاني من تأخير صرف مستحقاتها أو عدم التزام صاحب العمل في بنود العقد المبرمة مع العامل قبل مجيئة للبلد.

فالعمل أحد نعم الله على عباده، بل هو عبادة يمارسها الإنسان من أجل كسب قوته ورزقه، والعامل يغترب ويكد ويكدح من أجل الحصول على مصدر رزقه ورزق أبنائه وأسرته، وبالتالي فهو لا يقبل أن يؤخر له دفع أجره أو الإقلال منه لأنه حق شرعي له، وديننا الإسلامي قد ضمن للعاملين حقوقهم وتوفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم فلا يجوز لرب العمل أن يؤذيه بل يجب أن يعطيه حقه في الأجر والراحة وأداء العبادات، ويجب عدم مماطلة العاملين في حقوقهم لأن ذلك يسبب الهلاك للعامل ولأسرته مما يعطل لهم أساليب المعيشة من مأكل ومشرب وملبس وكذلك يؤدي إلى تقاعس العامل عن عمله وعدم إتقانه لذلك العمل الموكل إليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه).