حينما يفتح رئيس الديوان الملكي الأستاذ خالد التويجري قلبه وصدره وهاتفه (الخاص) لاستقبال شكاوى المواطنين بتوجيه نبيل من لدن خادم الحرمين الشريفين مليكنا المفدى- حفظه الله- وأعاده إلى مواطنيه سالماً غانماً ويعلن عدة أرقام على الملأ لتلقي استفسارات وهموم الناس عبر موقعه الخاص في (الفيسبوك) أقول حينما يعلن خالد التويجري عن هذه الخطوة الجريئة (الرائعة) وهو من أقرب الناس إلى أعلى مقام في القيادة السعودية.
لذا فهو عندما يبدأ بهذه المبادرة التواصلية بين المواطن والمليك فلأن خالد التويجري يُعتبر من خيرة المثقفين السعوديين بل كان سابقاً من كتاب الرأي المميزين الذين يلتمسون نبض الشارع السعودي عن قرب بالإضافة إلى ما يتمتع به من شفافية شاعرية ورؤية إنسانية قلما يتمتع بها شخص إداري، وذلك من خلال تواصله القديم مع القارئ أو من خلال ا حتكاكه ا لمباشر مع المواطن البسيط- بالإضافة إلى أنه وما أن رأى النور وهو يرى مراجعي والده الراحل عبدالعزيز التويجري- رحمه الله- ليساعدهم على قضاء حاجاتهم فتعلم منه فنّ التعامل مع الناس والتعمق في تفاصيل حياتهم ومعرفة طبائعهم وعاداتهم ولهجاتهم وأصولهم لذلك تربى على حب الخير واحترام الآخر مهما كان. وقد عزّز هذه التجربة الحياتية أنه عاش في بيت ثقافة وعلم وزاد عليها من خلال دراسته لمتغيرات العصر ثقافة منفتحة تستوعب كل جديد من معطيات الحضارة العالمية الحديثة والتعامل معها بحرفة واقتدار.. والأهم من ذلك كله هو أنه لم يزل تلميذاً في مدرسة عبدالله بن عبدالعزيز يتعلم منه كل يوم درساً جديداً في التطوير والإنجاز والانفتاح، والدليل على ذلك أن الأستاذ خالد حدد لكل مواطن لم تحل مشكلته أو لم تنجز معاملته أن يعيد الاتصال الشخصي به وعلى هاتفه الخاص إذا مرّ على المعاملة أكثر من شهر، وهذه قمة التأكيد على الإنجاز الفعلي لا رفع العتب فحسب.
***
يبقى القول أخيراً إننا نتمنى من القلب كله أن يحذو كل مدير أو رئيس مكتب وزير حذو خالد التويجري لأنه إذا ما تم ذلك فلن يجد أي مواطن سعودي ما يشكو منه. وسنطلق آخر (رصاصة رحمة) على البيروقراطية والروتين. فهل نحن فاعلون؟!