فاصلة:
((حذار من الباب الذي له مفاتيح عدة))
حكمة - برتغالية
هل نحن نعرف ما يفعل أطفالنا والمراهقون لساعات طويلة أمام شاشة جهاز الكمبيوتر في اتصال بعوالم شبكة الانترنت؟
ردود أفعالنا لا تخرج عن التطرّف، فإمّا أن نمنعهم من الدخول إلى هذه العوالم في محاولة فاشلة لإقصائهم عن التكنولوجيا. وامّا أن نترك لهم الحبل على الغارب ويمضون مع جهاز كمبيوتر خاص بهم في غرفهم ساعات طويلة دون أي رقابة أسرية!!
الآباء الذين يرغبون في حماية أبنائهم وبناتهم من الأذى الإلكتروني، يواجهون مهمة عسيرة في متابعة شتى أنواع المنتديات والأجهزة الإلكترونية، لذلك فإن الخبراء يوصون بالتركيز على سلوك الأطفال والمراهقين على الإنترنت بدلا من التركيز على التكنولوجيا.
بمعنى أن من المهم ألا يكون جهاز الكمبيوتر معهم في غرفهم حتى نستطيع أن نراقب سلوكهم، كما أن الحوار أولا وأخيرا هو مفتاحنا للرقابة في زمن لم يعد ينفع فيه أي من وسائل المنع أو الكبت التقليدية.
إنّ اتصال الأطفال والمراهقين عبر الانترنت في غرف الدردشة ليس بالأمر السهل، بل أن مخاطره قد تصل إلى التغرير بهم وربما التحرش بهم جنسيا.
في الولايات المتحدة وبريطانيا بدأوا بنشر برامج توعية للأطفال والمراهقين أنفسهم وآبائهم حول مخاطر الانترنت وكيفية تحقيق الأمان للطفل في استخدامه للانترنت.
أما في عالمنا العربي فما زلنا ننتظر الخطر بينما في بعض الدول العربية بدأت تظهر حالات اغتصاب لأطفال تم استدراجهم عبر شبكة الانترنت، ومع ذلك فلا توجد برامج مصورة أو أفلام تعرض لتوعية الأطفال.
الأطفال والمراهقون يتعرضون إلى المضايقات الجنسية الالكترونية أو الإلحاح والتخويف والابتزاز الالكتروني عبر مواقع الاتصال الاجتماعية، فإذا لم يكن بيننا وبينهم حوار مفتوح فإن تعرضهم للأذى متوقع. وفيما إذا استقل المراهق في غرفة خاصة فيمكننا مشاركته أحيانا في تصفح الانترنت بهدف حمايته.
في كل الأحوال من الخطورة أن يترك أولادنا في عوالم الإنترنت دون أن تكون عقولنا وقلوبنا معهم وليس فقط سلطتنا كآباء!