هل ستثمر جهود أعضاء مجلس الشورى، في تحريك صندوق التنمية العقاري، من مكانه الذي لا يبدو أنه سيتحرك منه، تماماً مثل « صندوق الجدَّة «، الذي لا تحركه هي ولا يحركه مَنْ حولها، إلى أن يأخذ الله أمانته؟! أنا شخصياً لست متفائلاً، لأنه لو كان هناك أمل في استماع وزارة المالية للمقترحات، لاستمعتْ لكل الطروحات الرائدة التي قرأناها وسمعناها، من متخصصين في الشأن العقاري والتنموي.
أظن أن حال الصندوق سيكون أكثر تعقيداً. ففي مرحلة إلزام المتقدمين بتقديم صك أرض «داخل النطاق العمراني» كانت فترة الانتظار تصل إلى 30 سنة. وغداً، بعد إلغاء هذا الشرط، كم ستكون فترة الانتظار: 70، 90، 120 سنة؟! ثم، ماهو البديل عن ذلك ؟! هل ثمة مشاريع إسكانية تنموية، تضمن للمواطن سكناً ميسراً؟!. وكيف يجد المواطن سكناً إن شاء الله؟! ليس أمامه إلا الصندوق، مما يعني أنه لن يسكن أثناء حياته، بل ربما في حياة أحفاده أو أبناء أحفاده !! وهذه ليست مبالغة، فاليوم سعر المتر بأبعد منطقة عن العمران يصل إلى ألف ريال، والفيلا الأبعد والتي لا يتجاوز مساحتها 500 متر مربع، يصل سعرها إلى 3 ملايين ريال: ويييييييين؟! شاب خريج راتبه 4 آلاف ريال، يصرفها كلها على الإيجار النار في شقة كعلبة كبريت وعلى أقساط السيارة والفواتير، كيف يوفر قيمة أرض بمليون، أو فيلا بثلاثة ملايين؟!