الرس - أحمد الغفيلي
* بلقاء الخلود والنصر بالدوري الممتاز للشباب تأكد لمن قدر له متابعة المواجهة بأن مشكلة التحكيم ستبقى أحد أهم عوائق تطور كرة القدم السعودية فمتى غابت العدالة وأديرت المنافسات تحكيميا على نحو ما حدث بلقاء فارس الرس بأصفر الرياض فعلى رياضتنا السلام.
* اللقاء بدأ متكافئا وفرص الفوز متاحة لكلا طرفيه إلى أن تدخلت صافرة السلطان لتصبغ الشرعية على هدف نصراوي من تسلل فاضح.
لا يحتاج إلغائه لإشارة الحكم المساعد والذي كان شارد الذهن وبعيدا عن أجواء المباراة مما أحبط شباب الخلود وساهم في هبوط معنوياتهم وأصبحوا تحت هاجس الخوف من صافرة السلطان ومنح هدف التسلل المكشوف لاعبو النصر أريحية مكنتهم من إضافة الهدف الثاني قبل نهاية شوط المباراة الأول.
* شوط المباراة الثاني دخله شباب الخلود بحثا عن التعويض وتقليص النتيجة وشاطروا النصر السيطرة وكانوا الأقرب للتسجيل لغاية إقرار الحكم السلطان لجزائية نصراوية غير مسبوقة فالمتعارف علية قانونيا أن لايمنح الحكم اللاعب فرصة التسجيل مادام مستحقا لضربة جزاء وهو ما أكده الخبير التحكيمي محمد فودة ليلة لقاء الاتفاق بالاتحاد بكأس ولي العهد إلا أن للسلطان رأيا آخر وقانونا يختلف كليا عن قوانين الفيفا فما فعله السلطان ضرب من الخيال وتصرف ينم عن جهل بأبجديات التحكيم فبعد منحه الفرصة للاعب النصر المستحوذ على الكرة من زميله الذي سقط على مشارف منطقة الجزاء وانفراد اللاعب بحارس الخلود وتصويب الكرة خارج المرمى عاد السلطان لاحتساب جزائية نصراوية أحبطت آمال الخلوديين وحسمت النتيجة لشباب النصر.
* الجدير بالذكر أن الحكم عبدالرحمن السلطان تخصص بقيادة المباريات التي يكون النصر أحد أطرافها حيث تواجد للمرة الرابعة كحكم ساحة برغم أن الدوري لم يكمل دوره الأول إضافة إلى أن المتعارف عليه بمنافسات الفئات السنية أن يكون الطاقم التحكيمي من خارج المنطقة التي ينتمي لها الفريقان وهو مالم تراعيه لجنة الحكام باعتبار أن السلطان ومساعديه أتوا من الرياض وكان الأحرى إذا كان تواجدهم لا يخالف النهج الذي تسير عليه اللجنة بقرارات التكليف أن يتم اختيار حكام من منطقة القصيم لمنحهم الفرصة وتأكيد بأن الثقة لا تتجزأ.
* قبل نهاية المباراة بثوانٍ حاولنا بالجزيرة استطلاع رأي مقيم الحكام الدولي السابق يوسف العقيلي بقرارات الحكم السلطان إلا أنه رفض الإدلاء بأي تصريح بحجة أن هذا ليس من اختصاصه واحترمنا رأيه ومن حقه الاستجابة أوعدمها إلا أن رفضه الإفصاح عن اسم حكم المباراة أمر يدعو للغرابة فهل من توصيات اللجنة أيضا أن تبقى هوية الحكم مجهوله لرجال الإعلام وما الضير بأن يكون العقيلي مرنا ومتجاوبا وبخاصة أن ماطلب منه ليس بسر خطير يصعب الوصول له ويمنع الإفصاح عنه.
* مايحدث بمباريات الفئات السنية التي تجمع تحديدا الأندية الجماهيرية بالفرق الطموحة والمجتهدة وبخاصة بعد توقف النقل التلفزيوني وقصره على مباريات القمة عبث تحكيمي لابد من التوقف عنده واستشعار خطورته وأثره السلبي وتسببه بهدر جهود أندية تتطلع لمنافسة شعارها تكافؤ الفرص والإنصاف بغض النظر عن هوية الفرق ومكانتها الجماهيرية والإعلامية وإذا ما أرادت اللجنة بالفعل خلق جيل جديد يعيد هيبة الصافرة المحلية فمن الأولى أن تكثف دورات الصقل بتواجد خبراء أجانب وتولي مسألة تكليف المقيمين أولوية قصوى فليس بالضرورة أن كل حكم معتزل مهيأة لأن يكون مقيماً فمن الطبيعي أن لا يرتقي مستوى الحكام الواعدين ومن يقيمهم أسماء لم تحقق نجاحات لافتة عبر سنوات طويلة والبعض منهم تاريخه زاخر بأخطاء تحكيمية ساهمت بقلب موازين الكثير من المنافسات وأولاً وأخيراً أن تسعى جاهدة لانتقاء الحكام الجدد وفق مؤهلات نفسية ولياقية وتحفز اللاعبين المعتزلين تحديداً لخوض التجربة لجاهزيتهم البدنية وخبرتهم الميدانية.