تمثل إقامة معارض الكتب بأنها مرآة تعكس ثقافة وتطور الدول التي تقام بها، حيث يستشعر الجميع أهمية الثقافة والاطلاع على مستجدات العلم والثقافة، وأهمية الكتاب والقراءة من خلال إقامة تلك المعارض، كما أن إقامة مثل هذه المعارض يحفظ للكتاب قيمته وأهميته ودوره البارز في تطور الإنسان وتعلمه، ويسعى أغلب المنظمين لتلك المعارض إلى إبراز الكتاب وإعادة وهجه القديم من خلال الاقتناء والقراءة، حيث تأثر الكتاب كثيراً بعد التطور التكنولوجي وظهور الإنترنت والكتاب الإلكتروني الذي أجبر الكثير من القراء على هجر الكتب والتوجه إلى الكتاب الالكتروني.
ومدينة الرياض ستشهد نهاية هذا الشهر فعالية ثقافية ينتظرها المثقفون والأدباء والباحثون، ألا وهي إقامة معرض الرياض الدولي للكتاب الذي سيقام في السادس والعشرين من ربيع الأول من هذا العام، وسوف تكون دولة الهند هي ضيف الشرف لهذه السنة.
ولقد اعتمدت وزارة الثقافة والإعلام وهي الجهة المسؤولة عن تنظيم هذه الفعالية الثقافية، البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الكتاب، إلا أن هناك بعض الأمور يجب مراعاتها قبل الافتتاح حتى يكون المعرض ناجحاً ومميزاً ويعطي انطباعاً جيداً عن بلدنا، خاصة مع الأحداث التي شهدتها ومازالت تشهدها مصر الشقيقة في هذه الأيام تسببت في تأجيل معرض القاهرة الدولي للكتاب والمزمع إقامته في نهاية شهر يناير الماضي، وربما سيكون هذا التأجيل لفترة طويلة، مما يضاعف مسؤولية وزارة الإعلام بإقامة المعرض في موعده والاهتمام بالتنظيم، لأن الحضور سوف يكون كثيفاً للغاية من داخل المملكة وخارجها وخاصة من دول الخليج العربي بسبب طول انتظارهم لحضور مثل هذه المعارض ومن هذا المنطلق يجب مراعاة الآتي:
التركيز على دعوة دور النشر الفاعلة والمتخصصة في حقوق الإنسان وثقافة الحوار، والبحوث التي تُعنى بمؤسسات المجتمع المدني وغيرها من البحوث والإصدارات الجديدة التي يحتاجها المشهد السعودي في هذه الفترة.
مراقبة دور النشر أثناء البيع وإلزامها بالتقيد بالأسعار المتفق عليها، وعدم التساهل مع أي دار نشر قد تبيع بأسعار عالية، كما يجب على الوزارة تسهيل مهمة دخول الكتب لدور النشر المشاركة في المعرض وعدم تأخير وصولها؛ لأن ذلك يحدث إرباكاً كبيراً داخل المعرض بعد افتتاحه أمام الجمهور، كما يجب مراعاة عدم سحب أي كتاب من المعرض بعد فسحه، لأن ذلك يسبب حرجاً كبيراً لدور النشر.
أما فيما يخص التنظيم فقد تفاجأنا العام الماضي بتخصيص بعض الأيام للرجال فقط، وباقي الأيام متاحة للجميع رجالاً ونساء!، وهذا من وجهة نظري أمر فيه إجحاف بحق المرأة، فإما أن تكون جميع الأيام متاحة للجميع، وإما أن يتم تخصيص يوم للرجال، ويوم آخر للنساء، وباقي الأيام تكون مفتوحة أمام الجميع، حتى لا يكون هناك إرباك للسيدات وجعلهن ينتظرن أمام بوابات المعرض وعدم السماح لهن بالدخول مثلما حصل العام الماضي.
وختاماً نتمنى أن نشاهد معرضاً مشرفاً بكل المقاييس يليق بسمعة وطننا وخصوصاً عاصمتنا الرياض لتكون عاصمة العلم والثقافة والإبداع، لا من الناحية التنظيمية فقط، وإنما من جهة الحضور الذين يشكلون النسبة العظمى في نجاح الفعاليات والمهرجانات، وذلك بحضورهم للمعرض والفعاليات الثقافية المصاحبة للاستفادة والمشاركة.
