فضحت الأحداث الأخيرة التي شهدتها الدول العربية وإيران الادعاءات التي كان يروِّج لها مطبلو الأنظمة الشمولية والتي كانت ترفع شعار الثورية والوقوف إلى جانب الشعوب في إذاعاتها ومحطاتها التلفزيونية، فيما تُمارس أبشع وأقسى أساليب القمع والقتل.
لنأخذ ليبيا وإيران نموذجين ونقارنهما بما حصل في مصر والبحرين.
في إيران يتم القتل من قِبل أجهزة متخصصة في تنفيذ عمليات القتل الجماعي، وتوظيف التقنيات المستقدمة لإجهاض الأرواح، وشكَّل البيسيج فرقة من راكبي الدراجات النارية مزودين بأجهزة «رموت كنترول» لتوجيه القذائف القاتلة للمحتجين من الإصلاحيين الإيرانيين الذين تعرضوا إلى أبشع درجات القمع وإلى كسر إرادة الإنسان من خلال انتهاك شرفه فقد ذكرت المعلومات أن المعتقلين كانوا يتعرضون للاغتصاب.
نظام يدَّعي الالتزام بالتعاليم الإسلامية، ويرتكب مثل هذه الأفعال الموبقة والشائنة.
وقد ردَّ النظام الإيراني على المتظاهرين الذين رفعوا شعار: «لا لبنان ولا غزة - تونس، ومصر، وإيران»، وهو ما يعني سرعة إجراء التغيير والاهتمام بتحسين أوضاع الشعوب الإيرانية، فيبادر النظام بدلاً من أن يُنشئ مصانع وجامعات، يرد بالمطالبة بإنشاء 47 سجناً لاستيعاب مزيد من الذين يرفضون جرائم النظام.
أما في ليبيا، فالنظام يستعين بالطائرات المروحية المزودة بالمدافع الرشاشة لمواجهة المتظاهرين والمحتجين في بنغازي والبيضاء، لترتفع حصيلة ضحايا النظام إلى 104 سقطوا برصاص رشاشات مدَّعي خدمة الشعوب، وهو عكس ما تابعناه في المواجهات التي حدثت في ميدان التحرير بمصر وميدان اللؤلؤة في البحرين.
(تنويه)
في مقالة الأمس، غيَّر الزميل المصحح معنى العبارة التي رفعها المتظاهرون في البحرين المدفوعين عند رفعهم يافطة: «يا عرب يا الخوان.. تحيا تحيا إيران)، فغيَّر المصحح - سامحه الله - الكلمة من خوان إلى إخوان، والفرق شاسع وواضح.. ومع هذا مرَّت على الزميل.