القاهرة - مكتب الجزيرة

منذ الإعلان عن تنحي الرئيس مبارك عن حكم مصر ولا تزال الأخبار تتوالى عن حرق وتهريب مستندات مهمة من مؤسسات وجهات مختلفة فيما وصفه خبراء بمحاولة لطمس الحقائق حول أسرار حقبة النظام السابق، هذه الأخبار المتداولة أثارت العديد من الشكوك حول استمرار معظم الوجوه القديمة كوزراء ومحافظين ومسؤولين وقيادات في العديد من المؤسسات والمواقع الحكومية فيما فسره البعض بالفرصة الأخيرة من جانب بقايا النظام السابق لتسوية أمور كان من شأنها الكشف عن الكثير من الحقائق.

فقد تواترت أنباء عن حرق أوراق مهمة في القصر الرئاسي قبل مغادرة الرئيس مبارك وأسرته له، كما قال مسؤولون في مبنى الإذاعة والتلفزيون «ماسبيرو» إن أنس الفقي وزير الإعلام السابق أحرق مستندات كانت في خزينة مكتبه يعتقد أنها تتعلق بمكافآت خاصة لمسؤولين كبار في نظام مبارك، كما تردد أن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أقدم على إحراق كميات هائلة من مستندات ووثائق الوزارة، وهو ما دفع وزارة الخارجية لإصدار بيان تنفي فيه هذه الواقعة مؤكدة أن وزير الخارجية ليس لديه ما يخفيه أو يتستر عليه من وقائع فساد، وأن وزارة الخارجية لا تحرق مستنداتها بأي شكل من الأشكال، موضحة أن إعدام الوثائق في الوزارة تحدده لوائح وقوانين ثابتة ومعروفة على مستوى الدولة، كما أن جميع المستندات تخضع لعمليات رقابية متعددة، سواء من داخل أجهزة الوزارة أو خارجها.

كما أحبط الصحفيون العاملون بمؤسسة الأهرام محاولة قام بها رئيس التحرير أسامة سرايا لتهريب 5 كراتين مملوءة بمستندات مهمة من مبنى الأهرام لجهة غير معلومة، وبعد أن قام رجال أمن الأهرام بفحص كرتونين من الكراتين الخمسة عثروا بداخلها على إكسسوارات وأدوات تتعلق بمكتب سرايا.

وأصر رجال الأمن على فحص الكراتين الثلاثة المتبقية وعثروا بداخلها على صور لجمال مبارك وعبد المنعم سعيد ويتوسطهم أسامة سرايا، بالإضافة لأوراق متبادلة بين أمين أباظة وزير الزراعة السابق وشركات المغربي، بالإضافة لعدد من الأوراق والمستندات المتعلقة بالأوضاع المالية لعدد من الأمور مثار جدل وعلامات استفهام تتعلق بقضايا مهمة.

كما تم كشف وجود صور لخطابات أرسلها رئيس تحرير الأهرام للرئيس مبارك، يزعم فيها سرايا أن 3 صحف مصرية هي «المصري اليوم، والشروق، والدستور» لها أجندات غير وطنية وأنها توزع مجانا في بعض المناطق، ويطلب فيها سرايا من الرئيس السابق التدخل لدى الجهات المعنية بمواجهة ذلك ومواصلة الرئيس لدعمه للصحف القومية، وفي فقرة أخرى يشكو فيها سرايا من إدمان رؤساء مجالس إدارات الصحف القومية في التدخل بالسياسة التحريرية للصحف.