كثيرة هي التصريحات التي يصرح بها مسؤولو القطاعات ذات العلاقة بالبطالة، وكل واحد من هؤلاء يلقي بالمسؤولية على الآخر، أو يحاول أن يضع لها تبريرات أو تخريجات مقنعة. وحينما طالب القطاع الخاص والعام مدير جامعة الملك سعود أن يعتني بالطلبة الخريجين، ليكونوا ملمين بمهارات اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي وكتابة التقارير ولغة التواصل وتطوير الذات، أقامت الجامعة ورشة عمل لتحقيق هذه المطالب. وقال د. عبدالله العثمان: «إننا لن نستطيع القضاء على البطالة، ما لم نخرج طلاباً قادرين على خلق فرص وظيفية لهم ولغيرهم، وأن الخريج يجب ألا يُوظف لأنه سعودي، بل لأنه مؤهل ومتميز».
لقد اعتدنا على الصبر. وسنصبر على الجامعة، فلعل وعسى تتحقق رؤية مديرها، ونرى خريجيها يخلقون فرصاً لهم ولغيرهم. وإلى أن يحدث ذلك، ستبقى البطالة، وهي أكبر كارثة تعصف ببلادنا، تنخر أجساد شبابنا وشاباتنا، وتحولهم إلى هياكل عظمية. وسنرى سوق العمل، خلال فترة انتظارنا وصبرنا، يوظف الأجنبي لأنه أجنبي، وليس لأنه مؤهل ومتميز، في محاولة منه (أي من سوق العمل) للتخلص من أكبر التزام له، وهو الوفاء للأرض وأهل الأرض الذين ساهموا في وجوده وفعاليته واستثماراته الرابحة. أي أن قصة التأهيل والتميز، توضع كمطلب أمام السعودي، لكنها تتبخر يا سبحان الله أمام الأجنبي.