انتفضت العديد من الشعوب العربية والإيرانية ضد أنظمة القمع والفساد، ولأن الجماهير العربية تعلمت أول ما تعلمت من ضروب التصدي للظلم، ورضعت من ثدي الثورة الفلسطينية دروس التصدي للقهر والظلم والفرقة، ولهذا فإن الإنسان العربي يقف عاجزاً عن فهم تقاعس الفرد الفلسطيني وعدم تصديه للانقسام المفروض على الشعب الفلسطيني ورفع الظلم ورفع استبداد الأخ لأخيه.
محاضن الثورة التي تولد مع الطفل الفلسطيني الذي زلزل عروش المحتلين والداعمين لهم بسلاح الحجارة، ما لها اليوم عاجزة عن رفع الظلم والانقسام المنفذ بأيدي أبناء الوطن والذي لا يخدم إلا أعداء الشعب الفلسطيني.
الحراك يشتعل حول فلسطين فيما يظل من يعيشون تحت قهر الاحتلال وظلم الانقسام صامتين وكأنهم قانعون بما آلت إليه الأوضاع في بلادهم، وهم محاصرون بين مطرقة الاحتلال وسندان الانقسام.
وكم انتظرنا وانتظر معنا الشعب الفلسطيني وكل المحبين للحرية ونيل الحقوق المشروعة سماع هتاف (الشعب يريد إنهاء الانقسام والاحتلال).
هتاف مطلوب وملح في هذه المرحلة التي ينتظر أن تشهد تغيرات لصالح الشعوب المضطهَدة، وكما كان ينتظر أن ينتهز الثوار الأصلاء، الثوار الذين علموا الشعوب الثورات، وكان يفترض أن يقود التغييرات في المنطقة أكثر المتضررين والمظلومين، ولا يختلف أحد أن الفلسطينيين هم الأكثر تعرضاً للظلم وأكثرهم تضرراً.
ولهذا، فإن الغرابة أن يتأخر الفلسطينيون من استثمار هذه الفرصة السانحة لإعادة لحمة الوطن وإنهاء الانقسام الحاصل بين الفلسطينيين، وإعادة الجسور بين رام الله وغزة.
JAZPING: 9999