من منكم يعرف فتاة في سن الزواج؟
نشرت جريدة الجزيرة في عددها رقم (13925) خبراً عن زيارة الشيخ الدكتور صالح الونيان للجمعية الخيرية للزواج والتنمية الأسرية بالبكيرية.. وقد تمَّ خلال الزيارة حسب الخبر التعريف بالجمعية وأهدافها.. وهذا بيت القصيد، فالجمعيات الخيرية للزواج.. الكثير يعتقد وأنا منهم أن مهمتها المساعدات المالية والعينية.. وإن كنت أظن أن لها أدواراً أخرى.
ولكن هل بالفعل الشباب لا يحتاجون إلا للمساعدات المالية والعينية فقط؟
جواباً على ذلك، لي زميل يعيش في مدينة الرياض، تزوّج أخيراً بعد أن جلس قرابة السنة.. وهو يبحث عن فتاة يتقدم لخطبتها.. وفي كل شهر أو شهرين تقريباً.. وبعد بحث مضٍن كان يجد فتاة.. فإما أن تكون لا تناسبه أو يرفض أهلها تزويجه منها.. إما بسبب رغبتها في الدراسة.. أو لأسباب أخرى تتعلق بهم في الغالب.. ولا ذنب لهذا الزميل فيها.. فلِمَ لا تقوم الجمعيات الخيرية للزواج بهذا الدور؟.. ويكون من أهدافها.. وهو دور ليس بالصعب أو المستحيل، فالكثير من الآباء خصوصاً في المدن يريد تزويج بناته.. لكن ليس لديه الجرأة لعرضهن على من يعرف من الشباب، كما أنه لا أحد يتقدم لهن، لا لعيب أو قصور فيهن، ولكن لعدم معرفة الراغبين في الزواج من الشباب بأن لديه بنات في سن الزواج.. والمطلوب من الجمعية هو فقط تسجيل بيانات ولي أمر الفتاة.. سواء كان أباً أو أخاً أو قريباً كعم أو خال.. ومنها رقم جواله.. ومعلومات مختصرة عن الفتاة كعمرها وشهادتها الدراسية وكونها موظفة أو دون وظيفة. وشروطها إن كان لها شروط لا يمكن أن تتنازل عنها.. والشاب كذلك.. وتكون مهمة الجمعية تزويد الشاب بهاتف ولي أمر الفتاة فقط التي يرون أنها تناسبه.. حتى لا يكون هناك سوء استغلال لهذا الدور النبيل من الجمعية.. وهما يتفقان إن شاءا على المقابلة.. أو ينتهي ما بينهما عبر الهاتف.. ودون أدنى تدخُّل من الجمعية حتى لا تتشتت الجهود.. وإن حصل وتم تخصيص مكتب نسائي.. ولو كان من غرفة واحدة من الجمعية.. تقوم عليه عدد من المحتسبات.. بحيث يستقبلن طلبات النساء من أمهات وفتيات راغبات في الزواج حتى تكون الأمور في مسارها الطبيعي دون خوف من وقوع تجاوزات من البعض، فهذا سيكون فعلاً وأمراً حسناً.
ووجهة نظري أن هذا الدور للجمعية الخيرية للزواج سيكون أكثر نجاحاً من الدعم المالي، لأنني أؤكد على أن الكثير من الشباب يملك المال والبيت للزوج.. لكنه لا يجد من يعينه في البحث عن شريكة حياته المستقبلية.. كما أنني أعرف أحدهم اضطر للعودة لقريته حتى يستطيع تزويج بناته بعد أن وجد أن السنين تمر.. وكان من النادر أن يطرق بابه من يخطب إحدى بناته، بل لا أستغرب في مدينة كبرى كمدينة الرياض أن يكون هنالك شاب يبحث عن فتاة لتكون أم أولاده.. وفي بيت لا يبعد عن بيته سوى أمتار قليلة، فتاة يتمنى والداها تزويجها من شاب صالح.. ولكن لم يتقدم لها أحد لعدم معرفة الطرفين برغبة الآخر لم تحصل تلك الزيجة المتوافقة، فالكثير من الجيران في وقتنا الحاضر لا يُوجد بينهم تواصل أو معرفة بعضهم البعض، كما أن الكثير من العوائل يُعتبرون مستأجرين لمنازل.. ويتنقلون بين سنة وأخرى في شمال وشرق وجنوب وغرب ووسط الرياض.. مما جعلهم غير قادرين على تكوين علاقات راسخة مع جيرانهم تُسهم في خلق تجانس يسمح بزيجات من هذا النوع.
والخلاصة.. أتمنى من الجمعيات الخيرية تبني مثل هذا الدور، فهم الأقدر والأصلح والأقرب لكسب ثقة أولياء الأمور والشباب من شبان وفتيات.
علي بن زيد القرون - حوطة بني تميم