حديث الصغير قبل الكبير والعامي قبل المثقف هذه الأيام هو الثورات العربية والنهوض بالشعوب، وحق الشعوب في تقرير مصيرها وغير ذلك من العبارات البراقة والجملة والحماسية التي نطرب لها جميعاً.
وأنا هنا لست بصدد نقد هذه الثورات أو حتى تقييمها ولا حتى مخاطبتها، فهذه الثورات القائمة الآن ليس لديها وقت لأخذ رأي فلان أو علان، وهذا شأنها وطبيعتها، لكن كل ما أريد قوله وباختصار لمتابعي هذه الثورات والمتسمرين أمام الفضائيات أقول لهم فلنأخذ قليلا من الوقت لدراسة تاريخ الثورات العربية القديمة ومقارنتها بالحديثة هذا من جهة وننظر هل التاريخ يعيد نفسه أم أن الثورات التي قامت قبل قرابة المائة سنة وأكثر هي تختلف عن الثورات القائمة الآن كل ما أريد طرحه هنا هو رؤية تاريخية بحتة لأخذ الدروس والعبر لجيل عريض لا يعرف الثورات السابقة إلا من خلال الكتب هذا إن كان يعرفها، وجيل قائم عريض لا يعرف الثورات إلا من خلال حديث الفضائيات ومحلليها.
ومن المصادفات أن الكثير من الدول العربية التي تشهد الآن حركات شعبية كانت تشهد في السابق حركات شعبية ضد المحتل أو ثورة تصحيح داخلية فهل هذه الثورات القائمة الآن هي امتداد لتلك الثورات ووجه آخر عنها أم لا.
على سبيل المثال ما تشهده ليبيا الآن من تحركات شعبية هل هي صورة مكررة بشكل أو آخر عن حركة عمر المختار أم لا أم؟
هي أسئلة تاريخية بحتة وقد يرمي بها البعض في ساحة السياسة وتصحيح الأوضاع، وهذا ما لم أقصده لكني لا أتذمر منه!!
للتواصل: فاكس: 2333738