عظيمٌ يا شعب مصر في صبرك ومقاومتك وحكمة من أُعطي الحكمة من بعضك.
إنّ الإشارة لاسمك تؤكد الأثر الذي تحدثه حركة الشعوب، إننا ندين بالفضل لك، فعلماؤنا والفنانون والكتّاب والأدباء إفراز من الشعب لا ينكره متابع أمين.
إنّ مصر وشعبها هم خلاصة التاريخ الإنساني، ولذا فكلُّ ما فيه من طبع وجد في أحدهم هو من واقع شخصية مصر التاريخية، ومن تابع ذلك وتأمل في فصوله وجد أنه لا بد من ردّ هذه الطباع إلى أصلها، فالإنسان أين كان وكان زمانه يستعين بالصبر، فهو صبور لكن المقارنة في هذا المجال تتباين، وما ينطبق على الصبر وفيما ذكرنا في طبيعة فإننا سنجد من الصفات في القيم الأخرى.
وما تنطلق منه مصر في منهاجها حادٍ لأمته من المحيط إلى الخليج، فمصر بين أمتها هي إلهام وقيادة حيث الخلفية التعليمية والثقافية لهذا الشعب تمكنه أن يكون دليلاً تهتدي به أمته.
إنّ التاريخ شاهدٌ يؤكد ما ذكرنا، ونهضة الأمة من حولها دليلٌ آخر، والتاريخ ومعطياته يصور ما ذكرنا كأحد الحقائق التي يسجلها، يُدعم ذلك أن الأمة في تطورها وما تقدمت به كانت بدايتها من مصر، فإذا رددنا مع أم كلثوم -رحمها الله- (مصر التي في خاطري) فإننا نعبر عن حقيقة في نفوسنا.
كما أن موقع مصر الجغرافي في الشرق الأوسط يعتبر إستراتيجياً وعملياً منفذاً لمنطقتنا تجاه العالم، وهي أرضٌ لها تاريخٌ مميزٌ حيث الرسالات، وتلك الرموز المجسدة في أهراماتها وفي حضارتها على الأرض.
إننا نتطلع ونتفاءل بما نتج عن ثورة الشعب، وحماس الشباب في (ثورة 25 يناير).