بعد رحيل الشيخ صالح الراجحي -رحمه الله رحمة واسعة- تابعت وانتظرت أن أرى أو أقرأ مبادرة وفاء من مجلس الغرف التجارية أو من إحداها وفاء لهذا الراحل الكبير وفاء لما قدم لوطنه وحراكه الاقتصادي ومكتسبه الخيري والاجتماعي.. لكن مع الأسف لم نرَ شيئاً من رجال الأعمال الممثلين بمجالس إدارات الغرف.
كنا نتوقع منهم أن يقدموا أي مبادرة وفاء لأحد رواد العمل الاقتصادي والتجاري إبقاءً لاسم هذا الراحل، وتذكيراً للأجيال به، وتكون سبباً في استمرار الدعاء له (ولكن لا حسّ ولا خبر)!.
* إن هذا الراحل الكبير أعطى لوطنه واقتصاده وللعمل الخيري ما تنوء بحمله الجبال، فهو أحد الذين قادوا الحراك الاقتصادي والتنموي في ظل ظروف صعبة، وكانت جميع استثماراته بوطنه فضلاً عن أنه كان صاحب المبادرات غير المسبوقة في العمل الخيري وذلك منذ بواكير فتح أبواب الرزق له ناهيكم عن سحائب مساعداته الشخصية والتي كانت تقوم عليها أسر وبيوت كثيرة رحمه الله.
* إن من مبادراته المباركة أنه كان من أوائل من طبعوا (كتاب الله) وتوزيعه على مساجد المملكة وأذكر أن أول مصحف قرأت فيه طبع على نفقة الشيخ الراجحي وقد كان هذا المصحف موجوداً في مسجد جامع الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- وأسأل الله أن يجعل كتاب ربه منيراً له في قبره وسائقه إلى جنة المأوى.
* أما مساعداته الشخصية غير المعروفة فكم هم الآلاف الذين كانوا يزورونه في دارته وبابه المفتوح فيساعدهم بكل أريحية ابتغاء للأجر من الله وقد كان يضاعف المساعدة عندما يتأكد من حاجة الشخص ولا أزال أذكر أنني كتبت له رحمه الله عن شخص عرفت ظروفه الصعبة حتى أنه لا يستطيع دفع إيجار المنزل الشعبي الذي كان يقيم به مع زغب حواصله فلم يكتفِ -رحمه الله- بما طلبت منه لدفع الإيجار للعام المستحق لهذا المحتاج بل تكفل -رحمه الله- وبعد أن استفسر مني عن مدى حاجته بدفع إيجار منزله سنوياً حتى تنقضي ظروفه، ولقد تذكرت هذا الموقف عندما بادر شهم كريم بمثل هذا العمل قبل أيام معدودة وأسأل الله ألا يحرمه تلك الدعوة الصادقة من ذلك المحتاج عندما رفع يديه ممتزجة دعواته بدموعه قائلاً: (الله يسكنه بيت بالجنة).
* وبعد: ألا يستحق هذا الرجل من زملائه وتلامذته من رجال الأعمال بل ومن الجمعيات الخيرية أن يبادروا إلى تكريم هذا الرجل الذي غادر دنيانا، وإذا لم يقم رجال الأعمال بشيء فإنني أدعو مؤسسة الشيخ صالح الخيرية بعمل متميز باسم الراحل وأثق بأمناء هذه المؤسسة ونشاط أمينها العام ابن الراحل البار أ. عبدالسلام مع أعمامه وإخوته الكرام وذلك للمبادرة بإنجاز هذا العمل الخيري الكبير باسم الراحل ليبقى عملاً للأجيال يحفز على الدعاء له، والتذكير بأعماله المباركة رحمه الله رحمة واسعة.