لقاءان رسميان حظيت خلالهما بشرف المثول أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وكلاهما كانا يتعلقان بصحة الوطن والمواطن، الأول عندما كنت ضمن مجموع من قيادات القطاعات الصحية بالمملكة، وكان اللقاء
عقب توليه حفظه الله زمام الأمور ملكاً للمملكة العربية السعودية والثاني أعقاب انتهاء الحوار الوطني حول الصحة في المملكة لتقديم ملخص عما تمخّض عنه هذا الحوار.
تذكرت هذين اللقائين وأنا يشرئب عنقي وتغمرني أحاسيس السعادة وتتسابق مشاعر المواطنة في داخلي وألمح ما يختلج داخل كل مواطن انتشى فرحاً وغمرته سعادة أي سعادة بوصول هذا القائد الملهم إلى أهله وشعبه وبلاده.
في جميع اللقاءات التي حظيت بها معه حفظه الله وفي هذين اللقائين على وجه الخصوص لا تملك إلا أن تقف مفتخراً بأن حبا الله بلادنا وشعبنا مليكاً مثل عبد الله بن عبد العزيز عركته الحياة وعركها واكسبته رصيداً من الخبرات ما يندر أن حظي بها غير من الحكام والزعماء وولاة الأمر وتشبع حباً وعشقاً وغيرة لدينه وعروبته ووطنه، فكانت شخصية تعمل وفق هذه الأطر وتلك الشمولية.
ومطمئناً أن جعل الله على رأس الهرم في بلادنا مواطناً قبل كل شيء التصق والتحم بالشعب والتصقوا والتحموا به فوصلته احتياجاتهم ورغباتهم وعاش واقعهم فألمّ به وسبر غوره بشكل مباشر فاستشعر همومهم ووضع يده على حاجاتهم.
ومتفائلاً بأنه يعرف ماذا يصنع وكيف يوجه الأمور وكيف يخطط لأسمى الأهداف ويعمل على تحقيقها وصولاً لتحقيق طموحات الوطن والمواطن بعيداً عن المبالغات والتضخيم وفي دروب لا يحفها الفساد الإداري والمصالح الشخصية.
في هذه اللقاءات كان حفظه الله عفوياً شفافاً ومصغيا لمحديثه ومشجعاً للجميع على الصدق والأمانة ومحاكاة الواقع.. وقد جعل حفظه الله هذه اللقاءات لا كما جرت العادة لقاءات تعارف ومجاملات بل ورش عمل تستكمل ما كان قد جرى ويجري من تخطيط وعمل وتطبيق وكشف ما قد يكون هناك من التقصير والتقاعس أو مجانبة الطريق الصحيح.
تلك المواصفات للقاءات بخادم الحرمين الشريفين انعكست بجلاء في اللقائين اللذين أشرت إليهما به حفظه الله حول الصحة وهمومها.
لقد افتخرت بأن من يناقش هذه الهموم شخص قبل أن يكون ملكاً يفيض عطفاً وحباً وغيرة على وطنه ومواطنيه ويملك من تجارب الحياة ما يجعله يتفهم ذلك ويعيه تمام الوعي.
ولقد اطمأننت فهو يعرف الكثير من الواقع وما يحدث في مجال الصحة والخدمات الصحية ولديه من الاستعداد لسماع المزيد والإحاطة الأكثر بهذا الواقع ودقيق تفاصيله مهما كان هذا الواقع ورغم الكثير جداً مما فيه بحمد الله من الإيجابيات والإنجازات آليت نفتخر بها إلا أنه كان يعطي لجوانب النقص والتطوير اهتماماً كبيراً ومساحة أكثر للنقاش.
ولقد تفاءلت لأن التوجيهات كانت واضحة بضرورة العمل وبكل الجد والاخلاص نحو النهوض بهذا القطاع وعدم المساومة فيه والبذل من غير تردد في سبيل تحقيق ذلك.. وتفاءلت أكثر عند ترجمة هذا الحرص على الواقع بأن اختار حفظه الله يده اليمنى وذراعه العاملة في هذا المحال فكان أن أوكل وزارة الصحة إلى شخص له من الخبرات الطبية والدراية الإدارية والمقومات الشخصية ما يمكن أن يحقق هذه التطلعات والطموحات إن شاء الله وهو معالي أخي الدكتور عبدالله الربيعة أعانه الله وسدد خطاه هو وفريق العمل الذي يعمل معه دائبين لتحقيق ذلك.
إن ما ينطبق على الصحة ينسحب على كافة شؤون الحياة ومناشطها الاجتماعية والصناعية والتعليمية والاتصالاتية.. الخ.
فهنيئاً لنا بك.. وحمداً لله على سلامتك وشكراً له على عودتك سالماً معافى، فنحن نعيش تطلعات وطموحات لا يمكن أن نحققها وظروف لا يمكن تجاوزها إلى قيادة حكيمة يقف على رأسها مليك.. كعبد الله بن عبد العزيز.. حفظك الله وأسبل عليك نعمة الصحة والعافية وحفظ لنا حكومتنا وبلادنا ودرأ عنا كل مكروه وسوء.
مدير عام برنامج مستشفى قوى الأمن