نعم اليوم تعظم الفرحة ويعم السرور أرجاء الوطن، حيث يخفق في سمائه علم الوحدة والتوحيد الذي رفع في كل مكان في بلادنا من أقصاها إلى أقصاها احتفاء وابتهاجاً بمقدم العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز
إثر رحلة علاجية تكللت بالشفاء التام ولله الحمد.
ولذلك ليس بمستغرب أن يتدفق جموع المواطنين شيباً وشباباً ذكوراً وإناثاً وأطفالاً ليكونوا في استقبال ملك البلاد يتقدمهم ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والأمراء والمشائخ والوزراء ورؤساء القبائل والعشائر والأعيان.
نعم هذه هي عاداتنا وهذه هي تقاليدنا التي تقوم على المحبة والإخاء والوفاء والولاء.. وذلك هو سر هذه اللحمة الأصيلة، العميقة الجذور لأنها مبنية على التكامل والوئام والتقدير والاحترام المتبادل، وسيادة النظام وكفالة الحقوق، وصيانة الأعراض والتمكين من أجل مستقبل أكثر إشراقاً.
وأن قوام ذلك الحكمة والشورى وبعد النظر الذي تتسم به السياسة الرشيدة، وبالعدل والاعتدال والوسطية يطبق التشريع المستند على ما نص عليه القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والإجماع وما أثر عن السلف الصالح.. ذلك هو ديدن الدولة السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- كما سار على هذا النهج القويم خلفاؤه من بعده فارتفع صرح الوطن شيئاً شيئاً.. لأن كل من يتسنم سدة الحكم يواصل مسيرة الخير ليضيف لأن الخطط الخمسية التنموية تكمل بعضها بعضاً.
وهكذا بتوفيق من الباري تبارك وتعالى ثم بفضل ما ينعم به هذا الوطن العزيز من أمن وأمان واستقرار ورغد عيش تتواصل النجاحات التي تكبر باستمرار لأن ولاة الأمر يوظفون الدخل القومي على أسس علمية وتصور شمولي لمصلحة الأجيال حاضراً ومستقبلاً.
وفي هذا السياق يمكن التذكير بشيء من الخطوط العريضة لما يندرج في إطار إنجازات وتطلعات واهتمامات الملك المفدى.. ولعل أبرز ما تحفل به تلك العطاءات البناءة الخيرة: المبادرات الإنسانية المتعددة الأبعاد ومنها الدعوة التي بدأت منذ عدة سنوات لإيجاد قنوات حوار وطني ما تزال اجتماعاته تعقد بانتظام وبكل ثقة واقتدار بالإضافة إلى رصد البلايين من الريالات لتطوير التعليم والمحاكم الشرعية وتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر المقدسة.
ومن ضمن ذلك استكمال جسر الجمرات، وقطار المشاعر، وقطار الحرمين، وإقامة المدن الصناعية والتقنية والمعلوماتية وإنشاء المزيد من الجامعات، والتوسع في حقل الابتعاث للدراسات العليا في مختلف جامعات الدول الشقيقة والصديقة.
وكذلك ما يتعلق بالدعوة إلى حوار الحضارات والأديان والثقافات، وإلى نظام اقتصادي عالمي أكثر إنصافاً واعتدالاً، والحرص على توفير الطاقة بتقييم متوازن لمصلحة البائع والمستهلك على حد سواء، وتحفيز البحث لإيجاد بدائل للطاقة، والاهتمام بالشأن البيئي للمحافظة على كوكب الأرض من التلوث والتخلص من أسلحة الدمار الشامل.. هذه إلمامات عجلى عن قائد مسيرة البناء والنماء ملك الإنسانية الذي نذر نفسه من أجل وطنه وأمته العربية والإسلامية بل والإنسانية جمعاء.. فحق لنا أن نفخر ونفاخر به.. وأن نترسم خطاه وأن نحافظ على مكتسباتنا وفي كل الأحوال لابد من تضافر الجهود والأخذ بالأسباب على درب العزة والكرامة والسؤدد المستحق الذي نحن أهل له والله المستعان.
وزير الحج