بهذا البيت الصادق الجميل افتتح مقالتي هذه, معبراً فيها عمّا يخالج صدورنا جميعاً من الأنس والفرح والسعادة والمرح بعودة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى أرض الوطن سالمًا معافى, بعد العملية الجراحية التي أجراها مؤخرًا في الولايات المتحدة الأمريكية, وتكللت -ولله الحمد- بالنجاح التام.

والحقيقة التي لابد أن تقال إن الفرحة بهذه العودة الميمونة قد عمت أرجاء البلاد, ودخلت كل بيت من بيوت هذه المملكة العظيمة, كيف لا يكون ذلك وملك القلوب قد عاد إلى بلده المحبوب؟

نعم يا خادم الحرمين فالكل أجمع على محبتك, لأنك غمرتهم بفيض مشاعرك, وأغدقت عليهم بتواضعك وطيب خصالك, ووهبتهم كامل حرصك واهتمامك, فبادلوك المشاعر بمثلها, والمحبة بأعظم منها, ألم تؤكد في كلمتك الضافية بعد توليك مقاليد الحكم في هذه البلاد أنك ستسعى جاهدًا لإحاق الحق وإرساء قواعد العدل بلا تفرقة؟

ولقد سعيت جاهدًا في إنشاء المشروعات العملاقة, والتوسع في افتتاح الجامعات الشامخة وأكدت على الوزراء والمسؤولين بالاهتمام الكامل بكل ما فيه راحة المواطنين وحمّلتهم مسؤولية التقصير في هذا الجانب ومحاسبة المتهاونين في أدائه ألم تدمع عيناك حين التقيت بأبناء شهداء الواجب، ألم تطف على أنحاء مملكتك وتلتقي بأبناء شعبك وتستمع إلى مطالبهم ؟

بل حتى وأنت خارج البلاد بعد العارض الذي ألمّ بكم لم تغفل عن أبناء شعبك ووجهت باتخاذ كافة التدابير لمواجهة مشكلة سيول جدة ومحاسبة المقصرين؟ ألم يحملك تواضعك وأنفتك على منع تقبيل يدك ؟ والاعتذار عن عدم القيام أثناء مصافحتهم عند تعرضكم للعارض الصحي الأخير؟ وقبل ذلك كله ألم تجعل القرآن دستورًا والإسلام منهجًا في حكمك, ثم تفي بهذا الوعد وتسعى جاهدًا لنصرة هذا الدين وإعزاز كلمته سائرًا في نفس الطريق الذي رسمه والدكم المؤسس -رحمه الله- وسار على نهجه إخوانك البررة من قبلك, لذا يا خادم الحرمين لا غرابة أن تتبوأ هذه المنزلة العالية أو تحظى بهذه المحبة البالغة, ولم يكن ذلك ليحصل لولا توفيق الله تعالى لكم, ثم قيامكم بتلك الأعمال العظيمة وتحلّيكم بتلك الصفات الكريمة, وهذا يؤكد لنا جميعًا أن من يصنع المعروف ويسعى جاهدًا لخدمة بلده وأمته ودينه فلن يعدم -بإذن الله- من ثمرة ذلك وهي توفيق الله تعالى والحصول على رضوانه, وحب الناس ودعاؤهم وثناؤهم وهذه هي أكبر مكاسب الإنسان في هذه الحياة.

ختامًا يا خادم الحرمين هنيئًا لنا عودتكم سالمين إلى أرض الوطن , وهنيئًا لكم هذه المشاعر الفياضة وألبسكم الله ثوب الصحة والعافية وأعانكم على أمور دينكم ودنياكم .

بدر محمد صالح البدر