المدينة المنورة - مروان عمر قصاص
على مر التاريخ الحديث يجد المتابع أن مكة المكرمة والمدينة المنورة تحظيان بعناية كبيرة من قيادة هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله- مرورا بكافة القادة الذين تولوا زمام الأمور بعد المؤسس يرحمهم الله جميعاً الذين عملوا على تنفيذ مشروعات عملاقة لتوسعة وإعادة عمارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة خدمة لزوارها ولضمان راحتهم حيث شهدت هذه المناطق العديد من المنجزات التنموية والحضارية الكبيرة في شتى المجالات خلال السنوات الماضية ومن المشروعات التي نفذت في المدينة المنورة وقدمت خدمات جليلة للإسلام والمسلمين يبرز مشروع خادم الحرمين الشريفين لعمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف والمشروعات المرتبطة به.
وانطلاقاً من هذه الحقيقة حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رعاه الله- على أن تتواصل هذه العناية لأنها نهج مميز لقيادة رشيدة تعتز بمسؤوليتها عن المقدسات الإسلامية وترعاها وتحرص على تكثيف هذه المنجزات فكان منه -رعاه الله- أن توج عهده الميمون بعد البيعة المباركة بزيارة تاريخية لكل من مكة المكرمة والمدينة المنورة حيث زار الحرمين الشريفين.
وخلال زيارته للمدينة المنورة أصدر -رعاه الله- أمره الكريم باستكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف وقد تشرف الملك المفدى خلال زيارته التفقدية للمدينة المنورة في الحادي والعشرين من شهر جمادى الأولى الماضي بوضع حجر الأساس لهذه التوسعة العملاقة وقد عبر عن سعادته بهذا المشروع وقال -حفظه الله- في كلمة ألقاها في حفل الأهالي عقب وضع حجر الأساس (منذ تأسيس المملكة العربية السعودية بقيادة الملك عبدالعزيز يرحمه الله شرفنا الله عزَّ وجلَّ بخدمة الحرمين الشريفين فشكرناه وحمدناه ونهضنا بعزم وعزيمة لنقوم بأعباء التكليف فنحن لا نعتز بشيء بعد الإسلام مثل اعتزازنا بخدمة الحرمين الشريفين فهذه الخدمة عندي لا يعادلها أي مجد من أمجاد الدنيا الزائلة وإنني أدعو الله ليل نهار أن يعينني على القيام بها وعلى خدمة الشعب السعودي الأبي).
الجدير بالذكر أن تكاليف هذا المشروع الإجمالية 4.700.000.000 ريال، وتشمل تركيب (182) مظلة تغطي جميع مساحات المسجد النبوي الشريف لوقاية المصلين والزائرين من وهج الشمس ومخاطر الأمطار خاصة حوادث الانزلاق جراء هطول الأمطار مجهزة بأنظمة لتصريف السيول وبالإنارة وتفتح آلياً عند الحاجة وتغطي المظلة الواحدة (576) متراً مربعاً يستفيد منها عند انتهائها أكثر من (200.000) مصل كما تشمل المشروعات تنفيذ الساحة الشرقية للمسجد النبوي الشريف بمساحة (37.000) مترٍ مربعٍ تستوعب عند انتهائها أكثر من (70) ألف مصل وسينفذ تحتها مواقف للسيارات والحافلات تستوعب (420) سيارة وكذلك (70) حافلة كبيرة إضافة إلى تنفيذ دورات مياه ومواقف لتحميل وإنزال الركاب من الحافلات والسيارات، وتشمل كذلك تنفيذ مداخل ومخارج مواقف السيارات بالمسجد النبوي وتنفيذ ثلاثة أنفاق لربط مواقف السيارات بطريق الملك فيصل (الدائري الأول) وسوف يقوم الملك خلال زيارته الحالية للمدينة المنورة بوضع حجر الأساس لهذا المشرع العملاق.
وتضمن المشروع استكمال طريق الملك فيصل الدائري الأول المشتمل على تقاطع طريق الملك فهد والأجزاء الممتدة بين مدخل المدينة الشرقي وما بعد شارع أبي بكر الصديق ليلتقي مع الجزء المنفذ من طريق الملك فيصل - الدائري الأول - والتقاطعات الجنوبية - الأجزاء الممتدة بين طريق علي بن أبي طالب وطريق عمر بن الخطاب - وأنفاق المشاة الشمالية والجنوبية وعددها سبعة أنفاق وتنفيذ امتداد نفق المناخة من الناحية الجنوبية إلى خارج طريق الملك فيصل واستكمال تنفيذ الشوارع والأرصفة والإنارة الدائمة في المنطقة المركزية.
هذا وقد استقبل المسلمون في شتى أنحاء المعمورة هذا المشروع بسعادة بالغة مثمنين اهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله بالمسجد النبوي الشريف وتشرفه بوضع حجر الأساس لتنفيذ الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف خلال زيارته للمدينة المنورة لأن في هذا العمل الطيب خدمة للإسلام والمسلمين.
ويقول معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الفالح: (الحمد لله أن وفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإصدار هذا الأمر ومتابعته ووضع حجر الأساس لتنفيذه رحمة بمرتادي المسجد النبوي الشريف حيث تسهم المظلات الحديثة التي سيتم تركيبها وبتقنية عالية بتغطية الساحات كلها حتى تصلي الجموع الكثيرة تحتها فتقيهم وهج الشمس وحرارتها وتريحهم إذا نزل المطر فلا يؤذيهم الماء ويسلمون من الانزلاق).
وأضاف في تصريح له: إن من خيرات هذا العمل المبارك أمره أيده الله بإكمال المنطقة الشرقية حيث ستقام مرافق الوضوء ومواقف للسيارات فهنيئا لخادم الحرمين الشريفين هذا العمل الصالح.
وأوضح معاليه أن كل مسلم سعد بهذه الأعمال الصالحة والسارة التي تأتي ضمن جهود هذه الدولة المباركة التي نفذت مشاريع عملاقة في المسجد النبوي منذ عهد الملك عبدالعزيز وما تلاه من أعمال في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد -رحمهم الله- وهذا الملك عبدالله فور توليه الملك ينظر في حاجة المسجد النبوي فيأمر بإكمال ما بقي منها.
وبين معاليه أن في هذا الدليل الواضح والبرهان القاطع على اهتمام ولاة الأمر أعزهم الله بالبلاد المقدسة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة في عرفات ومنى والجمرات فالحمد لله رب العالمين فله الفضل والمنة أن هيأ لهذه البلاد ولاة أمر يقيمون شرع الله ويعلمون أن الخير كله في طاعة الله وتحكيم شرعه وخدمة المسلمين في أماكن عبادتهم وفي جميع شؤونهم سائلا الله عزَّ وجلَّ أن يجعل ذلك في موازين حسنات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
كما أبدى عدد من أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ سعادتهم باهتمام وعناية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالمقدسات الإسلامية وصلاً لما قام بها قادة هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله معتبرين استهلال الملك عبدالله فترة حكمه بهذا العمل الصالح مؤشر خير وبركة.
وأكدوا أن تنفيذ هذا المشروع على يد الملك عبدالله وخلال زيارته للمدينة المنورة متابعته في زيارات دورية حتى اكتمال نسبة كبيرة منه تأكيد على مدى اهتمامه بهذه المنطقة وبشؤونها وخاصة فيما يتعلق بالمسجد النبوي الشريف وهو مؤشر على ما أكد الالتزام به في كلمته السامية التي ألقاها الملك في يوم البيعة المباركة من عنايته بكل ما يخدم الإسلام والمسلمين وقالوا إن تنفيذ هذا المشروع وبهذا الحجم من البذل يشعر الجميع بالتفاؤل الكبير بمستقبل طيب، وقالوا إن إكمال مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة من أولويات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد توليه مهام الحكم مؤشر على استمرار قادة هذه البلاد على النهج الذي استنه مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز يرحمه الله الذي أبدى عناية كبيرة بمشاريع توسعة الحرمين الشريفين منذ استتباب الأمور بعد أن وفقه الله بتأسيس هذا الكيان.
وأبدى الجميع سعادتهم بشمولية الأمر الكريم للعديد من الوجوه لإكمال جمالية ونفعية هذا المشروع بالشكل الأكمل والأمثل الذي يراعي العديد من السلبيات التي تحدث في الساحات المحيطة بالمسجد النبوي الشريف والتي ستقضي عليها المظلات التي وجه بتركيبها الملك عبدالله لإراحة المسلمين حيث يشتمل الأمر الكريم على تركيب مائة واثنتين وثمانين مظلة تغطي جميع مساحات المسجد النبوي الشريف وذلك لوقاية المصلين والزائرين من وهج الشمس ومخاطر الأمطار خاصة حوادث الانزلاق جراء هطول الأمطار وتكون هذه المظلات مجهزة بأنظمة لتصريف السيول وبالإنارة وتفتح آليا عند الحاجة.
وأكدوا أن شمولية الأمر لتنفيذ وتطوير الساحة الشرقية للحرم النبوي الشريف تجعل الساحات مكتملة من كافة الجهات كما أن هذه الأعمال التكميلية ستضيف مساحات تستوعب أكثر من 270 ألف مصلى وهي إضافة كبيرة ستكون سعة على المسلمين وسيكون أجرها في موازين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمشيئة الله.
جاء ذلك في تصريحات لعدد من العلماء والمشايخ بمناسبة وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- حجر الأساس لاستكمال مشروع المسجد النبوي الشريف حيث اعتبر فضيلة الأستاذ الدكتور محمد العقلا مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أن عناية الملك عبدالله بهذه الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف عملاً طيباً ينطوي على خير كبير للإسلام والمسلمين وهو امتداد كريم لنهج قادة وولاة أمر هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز -يرحمه الله- الذي بدأ أعمال التوسعة في الحرمين الشريفين وسار أبناؤه البررة رحمهم الله على هذا النهج خدمة للإسلام والمسلمين وانطلاقاً من حرصهم على راحة وسلامة الحجاج والمعتمرين. وتأتي خطوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحجمها الكبير مكملة لهذه الجهود فنسأل الله أن يتم هذه الأعمال على يده -رعاه الله- وأن ينفع بها الإسلام والمسلمين.
وقال الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي أمين عام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف هنيئا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- هذا الإنجاز الإسلامي العملاق الذي استهل به عهده الميمون وهي بداية طيبة تؤكد حرصه -رعاه الله- على خدمة الإسلام والمسلمين وهو ما أكده في كلمته السامية في يوم البيعة المباركة ولا يوجد عمل أفضل من عمارة الحرمين الشريفين ورعايتهما والعناية بهما خدمة لزوراهما من المسلمين.
وأضاف العوفي قائلا إن هذا العمل امتداد طبيعي لمنهج ولاة أمر هذه البلاد من عهد المؤسس -رحمه الله- حيث تمتاز بلادنا الغالية منذ أسسها المؤسس الباني الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بتنفيذ سياسة واضحة تعتمد على تكثيف حرصها الدائم بالمقدسات الإسلامية حيث حبى الله جلت قدرته هذه البلاد وقيادتها بشرف رعايتها وحمايتها والسهر والبذل السخي لخدمة زوارها من حجاج ومعتمرين وتوفير أفضل سبل الراحة لهم. وكان الملك المؤسس سباقاً في الاهتمام بهذه المقدسات حيث بدأ أول توسعة للحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة كما حرص -يرحمه الله- على توفير العديد من الخدمات والتسهيلات لضمان أكبر قدر ممكن من راحة الحجاج والعمار وقال إنني أسأل الله أن يكون أجر هذا العمل في موازين حسناته يوم القيامة.
وقال الدكتور محمد الخطري مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة بمنطقة المدينة المنورة حمداً لله من قبل ومن بعد الذي سخر لنا ولاة أمر يعملون من أجل خير الإسلام والمسلمين فها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رعاه الله- يستهل عهده الميمون باهتمامه الكبير بالحرمين الشريفين تتويجاً لمنجزات جيدة في مجال الشأن الداخلي ومما لا شك فيه أن اهتمام الملك عبدالله بتوسعة المسجد النبوي الشريف أمر طيب يرجو منه رضا الله وخدمة المسلمين وزعيم يبدأ مسيرته بهذا الأمر الصالح والعمل الطيب يجعلنا متفائلين بمستقبل مشرق لبلدنا وأمتنا وهذا العمل يأتي وصلاً لنهج قادة هذه البلاد حيث كثف ولاة أمر هذه البلاد منذ تأسيسها جهودهم وسخروا إمكانيات البلاد لما يخدم الإسلام ويخدم المسلمين ويحقق المزيد من الراحة للحجاج والمعتمرين ومما لا شك فيه أن استكمال الأعمال التي يؤسس لها الملك عبدالله في المسجد النبوي الشريف ستسهم في توفير مساحات أكبر في المسجد النبوي الشريف كما أنها تعالج العديد من السلبيات التي يلاحظها الجميع وخاصة في الساحات الكبيرة التي لا تستخدم في أوقات النهار التي سيتم استخدامها بعد اكتمال هذه الأعمال بمشيئة الله.