خافياتُ النُّفُوس ِفِيْنا الرَّجاءُ
وحديثُ القُلوبِ منَّّا الدُّعاءُ
فافْْضَحِ النَّفسَ وافتَخِرْ بهَواها
وافتحِ القَلبَ قائلا ًما تَشَاءُ
واعْذرِِ الصَّامِتينَ ما كانَ عُذرٌ
فمِنَ النَّاسِ صَمْتهُ الإيحَاءُ
فكَلامُ المَوهُوبِ مِنَّا بَلِيغ
وَسُكُوتُ البَلِيغِ مِنَّا أدَاءُ
وَادْخُلِ البَاب ناطِقا ًبالتَّهانِي
واشْكُرِ اللهَ فالشِّفَاءُ قَضَاءُ
وارْفَعِ الصَّوتَ داعِيا ًلِمَلِيكٍ
فَلِعَبْداللهِ المُلوكُ فِدَاءُ
فَهْوَ خَيْرُ المُلوكِ حُبًّا وعَطفاً
ليسَ فِيهمْ كَمِثلِهِ أكْفاءُ
وَهْوَ خَيْرُ المُلوكِ قُرْبا ًووصلا ً
ليسَ فِيْهمْ كَمِثلِهِ كُرَمَاءُ
فإذا كانَ لِلمُلوكِ حُضُورٌ
فلِعَبْداللهِ اليَدُ البَيْضَاءُ
قدْ أسَرْتَ القُلوبَ حَتَّى اسْتقرَّتْ
لكَ فِيْها مَحَبَّة ٌوَوَفَاءُ
وملكتَ الأيْدِيْ التي صَارَ فِيْها
لكَ حَظ ٌّ، ونُصْرَة ٌ، وَدُعَاءُ
واسْتمَلتَ النُّفوسَ حتَّى اطمأنَّتْ
فَهْيَ حُبٌّ، وَقُوَّةٌ، وانتِمَاءُ
وَوَلِيْتَ الأمُورَ حتَّى اسْتقامَتْ
فَحَيَاة ُالمُواطِنِينَ رَخاءُ
وتَبَنَّيْتَ العِلمَ حتَّى اسْتَحَقَّتْ
لكَ ِفي العِلمِ بَصْمَة ٌٌولِواءُ
فَسَلكْتَ الطَّرِيقَ نَحْوَ المَعَالِي
مُسْتَهِمًّا، سَرَى بِكَ الارْتِقَاءُ
لَيْسَ يُرْضِيْكَ نَجْمَة ٌفي سَمَاها
غَيْرَ نَجْمٍ عَلا، اسْمُهُ الجَوْزاءُ
فانْطَلقَتَ انْطِلاقَةً أنْتَ فِيْها
في اسْتِبَاقٍ يَغُذُّهُ الكِبْرِيَاءُ
لَسْتَ تُثْنيْكَ رُؤْيَة أخَّرَتْنَا
تِلكَ واللهِ رُؤْيَة ٌعَمْيَاءُ
فَتَرَى الجَامِعَاتِ فِي كُلِّ صَوْبٍ
كالمَنَارَاتِ كانَ فِيْها اهْتِدَاءُ
يَغْتَدِيْها الطُّلابُ كُلَّ صَبَاحٍ
قَصْدُهُمْ فِيْها العِلمُ والأدَبَاءُ
أيْنَمَا هُمْ توَجَهُوا اكتَسَبوا عِلْ
ماً وفِكْرا ًيَبُثُّهُ العُلَمَاءُ
كُلُّ فَوْج ٍيَمْضِي إلى مُبْتَغَاه
تَهْتَويْه الأفْهَامُ والآراءُ
وبَنَيْتَ المُسْتَشْفَيَاتِ صُرُوحاً
فَهْيَ للِنَّازِلِيْنَ فِيْها شِفَاءُ
جُنْدُها العَامِلُونَ فِي مُحْتواها
خِبْرَةٌ ، واسْتِقامَة ٌ، وأدَاءُ
فَلِكُلِّ المَرْضَى مُعَالجَة ٌفِيْ
ها، وحَقٌ، وخِدْمَة ٌ، ودَوَاءُ
وحَمَيْتَ البِلادَ مِنْ شَانِئِيْها
فَهْيَ أمْنٌ، وجَنَّةٌ، ورَخَاءُ
فاكْتَفَى النَّاسُ رَغْبَة ًوَاحْتِيَاجاً
ليْسَ فِيْهمْ جُوْعٌ، ولاهُمْ ظِمَاءُ
غَمَرَ الخَيْرُ دُورَهُمْ، وحِمَاهُمْ
واكْتَفَى العَامِلونَ والأجَرَاءُ
فَاقْتَسَمْتَ الدُّعاءَ مِنْ كُلِّ داع ٍ
فلكَ الشُّكْرُ، والمُنَى، والثَّنَاءُ
عَرَفُوا الفَضْلَ نِسْبَة ًبِأبِيْهِ
فَلَنِعْمَ الآباءُ والأبْنَاءُ
فامْض ِ يَا عَبْدَاللهِ رَمْيَة َسَهْمٍ
فمَتَى كانَ العَزْمُ كانَ البِنَاءُ
والجُم ِالأفوَاهَ التِي نَزَّ مِنْهَا
سُمُّهَا قَبْلَ أنْ يَكُونَ الفَنَاءُ
وَرَعَيْتَ القَضَاءَ فَهْوَ نَزِيْهٌ
فَجَمِيْعُ المُوَاطِنِيْنَ سَوَاءُ
لَيْسَ فِيْهِ مَزِيَّة ٌلأمِيْرٍ
لا ولايَرْتَضِي بِهَا الأمَرَاءُ
فَبَدَا الحَقُّ وارْتَضوهُ جَمِيْعاً
فاسْتَوى الأقْوِيَاءُ والضُّعَفَاءُ
لَهْفَ نَفْسِي مَتى تَعُودُ إليْنا
مِلءُ بُرْدَيْكَ صِحَة ٌوشِفَاءُ
فَنُهَنِّئْكَ بِالسَّلامَةِ حُبَّاً
واحْتِفالا ًيُقِيْمُهُ الأوْفِيَاءُ
وإذا ما عَزَّ اللِقَاءُ عَلَيْنَا
والمُنَى عِنْدِي أنْ يَكُونَ اللِقَاءُ
فَعَلى عَبْدِاللهِ مِنِّي سَلامٌ
فَلَهُ عِنْدِي اليَّومَ حَاءٌ وَبَاءُ
فاقْبَل ِالحُبَّ خَالِصَا ًمِنْ مُحِبٍّ
لَكَ مِنْهُ مَحَبَّّة ٌوَوَفَاءُ
* جامعة شقراء- كلية التربية بعفيف