منذ منتصف هذا الشهر والمواطنون يترقبون خبر عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله-، بعد فترة النقاهة التي قضاها عقب نجاح العملية الجراحية التي أجراها في الولايات المتحدة الأمريكية. فقد بات الجميع دون استثناء الصغير قبل الكبير يترقبون عودته حفظه الله، بل ويتابعون وسائل الإعلام المحلية لعلهم يستمعون لبيان الديوان الملكي عندما يزف لهم بشرى عودة ملك الإنسانية.
ومن خلال رصد شخصي للمشهد الاحتفالي الذي عاشته سيدة المدن «الرياض»، شاهدت الأعلام واللوحات الترحيبية بخادم الحرمين الشريفين في العديد من المواقع والطرق الرئيسة والميادين ومنطقة قصر الحكم، مما يثبت للجميع أن الرياض كانت على موعد مع البهجة والفرح عبر بانوراما سعودية لونتها عواطف الشعب تجاه مليكه المحبوب، والرياض المليحة بدأت قبل أيام تتخضب على الطريقة النجدية بالرايات الخضر المرفرفة سعادة بلقاء القائد الإنسان لتحكي للعالم كله قصة الولاء الأخضر، وهنا يجب أن يصغي الجميع إلى رسالة هذه الأعلام الخضر إنها - باختصار - ذلك التقليد السعودي الوطني الذي ورثناه عن آبائنا وأجدادنا ليفسر للأجيال القادمة عمق التلاحم بين القيادة وأبناء الوطن.
إن العلاقة الطاهرة التي ولدت بين الأب عبد الله القائد وأبنائه الرعية منذ أن بزغ فجر هذه الدولة السعودية على يد الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - علاقة حب متلازمة ترعاه الوحدة الوطنية وتترجمه التعابير العفوية النزيهة التي ظهرت بشكل واضح من الترتيبات والاحتفالات والتي تمت دون ضجيج.. فصدق مشاعر المواطنين وعفويتها هما عنوان الفرح السعودي بالملك الإنسان.
لأمانة مدينة الرياض وأمينها المبدع التي أصبحت علامة فارقة في مشهد الفرح السعودي على كافة المستويات، للرياض وأمينها «بصمة» تأريخية، في نسج لوحات الفرح بعودة خادم الحرمين الشريفين، بل إن الرياض في السنوات الأخيرة أصبحت باحترافية عالية لسان حال السعوديين في مناسباتهم واحتفالاتهم الموسمية، مما مكنها أي الرياض المدينة والإنسان من الابداع في صناعة ثقافة الفرح والتعبير الصادق المتسق مع نسيجنا الاجتماعي.
إن عودة خادم الحرمين الشريفين - بلا شك - هي فاتحة الفرح السعودي، بل يعدها المراقبون للحراك الاجتماعي المحلي منعطفا تأريخيا في مسيرة الإصلاح السعودي المبني على التلاحم الوطني الفريد بين القيادة والمواطنين، مما يفتح المجال للتأمل والمراجعة للواقع الذي يميزنا عن دول الجوار شريطة أن يعي الجميع أن سر بقاء هذه الدولة الرشيدة هو ولاؤنا الواعي للقيادة الرشيدة مما يقطع الطريق على كل دخيل حاقد.
أخيراً
الطموح أن نتجاوز مظاهر الفرح الجميل بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا، أن نتجاوز بريق الاحتفال إلى عمق الوعي بحتمية التلاحم بين القيادة الرشيدة والمواطن لتبقى رايات الفرح خفاقة على هذه الأرض المباركة في ظل خادم الحرمين الشريفين ملك الإنسانية ورائد الإصلاح الشامل على كافة المستويات من أجل حياة أفضل للمواطن والمقيم على هذه الأرض الطاهرة.