ها هو ملك القلوب قد عاد، ملك الإنسانية بيننا، حل بين أهله ومواطنيه الذين طال انتظارهم لمقدمه الميمون عاد فعادت البهجة للقلوب وفرحت الأنفس، واشرأبت الأعناق واكتحلت الأعين بطلعته البهية، ووجهه المنير بنور قلبه الطاهر الرحيم، فقد حباه الله عقلاً راجحاً ونفساً أبية، وقلباً عطوفاً، أغدق بها كلها الحب والرأفة لكل مواطن؛ فالكبير أخ والصغير ابن، وأبدى -حفظه الله- من آيات الكرم ما عرف به القاصي والداني إذ تجاوزت مكرماته وأياديه البيضاء الأشقاء والأصدقاء من عرب ومسلمين، طالت أياديه البيضاء كل ملهوف ومكلوم ومنكوب، فتوجيهاته لا تتأخر عن مساعدة أي بلد يحتاج لمساعدة.. أحبه الآخرون كحب شعبه له، مواقفه النبيلة سجلتها الكتب والمدونات، وتحدثت عنها الأنباء بالصور والتعليق فحبه للخير لم يهمل الفقراء ولا الأيتام ولا التوائم السياميين، يده الندية ممتدة لكل عمل خير فيه صلاح لأي إنسان مستحق، فمن البديهي أن يكون شعب المملكة العربية السعودية أقرب الناس لمطر المكرمات التي تهطل من أياديه الباذلة المعطاء بلا منة، السابغة بلا حدود أو شروط ومساومات إنما هو عطاء النبلاء، وشيم الكرام الذين نشأوا على أرض الحرمين الشريفين وتعلموا في مدرسة مؤسس وموحد الجزيرة جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه وأكرم مثواه-، وكأحد أبناء هذا البلد الكريم ومواطن مخلص ورجل تربية وتعليم فمن الأمانة وإحقاق الحق أن أذكر بالخير جهود الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين في نهضة وتطوير التعليم في كافة مستوياته وفروعه وتخصصاته، فالدعم غير محدود والعطاء مستمر والتوجيهات تترى لتيسير سبل العلم والمعرفة لأبناء المملكة في الداخل والخارج، من إتاحة الفرص للانضمام والتسجيل بالجامعات إلى الانضمام للبعثات التعليمية السعودية بالخارج على حساب الدولة رعاها الله وحفظ القائمين عليها، إلى رصد أكبر الميزانيات للتعليم العام والجامعي والتعليم الفني والتدريب المهني وكافة الفنون والتخصصات، بل والتشجيع للإقبال على التعليم بتوفير السكن الجامعي مع المكافآت والحوافز الأخرى من مواصلات ونحوها مما يطول شرحه، شباب المملكة في ظل قيادتهم الحكيمة محظوظون بهذه الفرص السانحة والمجالات التعليمية المتعددة، فطوبى لمن ابتهل الفرص ونال المراد ونهل من العلم حيث يشاء.. لكن على الجميع أن لا ننسى بالدعاء إلى الله بالجزاء الحسن لحكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله جميعاً ورعاهم وسدد على طريق الخير خطاهم.
أعود لأكرر الدعاء مبتهلاً إلى المولى سبحانه أن يكلأ خادم الحرمين الشريفين بكامل رعايته وأن يمده بمزيد من العمر مع الصحة الوافية، وأن يجعل كل ما يقدمه لوطنه وأبناء وطنه في موازين أعماله الصالحة وأن يجزيه عنا جميعاً خير الجزاء، إنه سميع مجيب.
(*) تعليم الرياض