سعدنا جميعاً بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - لأرض الوطن بعد رحلة علاجية، وبعودته -حفظه الله- تكتمل فرحة أبناء وطنه الذين انتظروا هذه العودة بفارغ الصبر فمنذ لحظات الوداع يوم 16-12-1431هـ، والقلوب تتشوف إلى عودته والألسنة تدعو له بالشفاء العاجل إلى لحظة عودته الحميدة التي بها يلتم شمل الأب بأبنائه الذين ابتهجوا بخبر شفائه، وبقوا متطلعين إلى رؤيته على ثرى الوطن مقيماً بين أهله ومحبيه.
وبعودة الملك القائد يستمر الدور السعودي المؤثر في الشأن الإقليمي والدولي، ويتواصل دور المملكة الريادي في محيطها السياسي والاقتصادي، وبعودة الملك عبد الله إلى أرض الوطن تتواصل مسيرة التنمية التي أصبحت عنواناً لهذا العهد الزاهر، وتمثلت في القفزات التنموية الهائلة ذات الأبعاد المتعددة والأشواط الطويلة التي قطعتها المملكة على طريق التقدم خلال السنوات الماضية، وخاصة في مجال التعليم العالي، بشهادة الأرقام الدولية ومراكز الأبحاث المستقلة.
وبعودة الملك عبد الله تكتسب النهضة التعليمية غير المسبوقة التي تشهدها المملكة قوة دفع جديدة، متمثلة فيما نراه من مشاريع تطوير تطال كلاً من قطاعي التعليم العالي والتعليم العام، الحكومي والخاص على حد سواء، وبعودة الملك عبد الله تستمر عملية البناء الشاملة التي نراها ماثلة للعيان في مشاريع تنموية كبرى تنتشر في جميع أرجاء المملكة بما تحمله من مستقبل واعد للوطن ورخاء للمواطن السعودي والأجيال القادمة.
وعلى المستوى الوطني تعني عودة قائد المسيرة الكثير للمواطن السعودي بما ترمز إليه من استمرار نهج قيادي فريد ذي خصائص مميزة لخصتها كلمته التي بشر فيها بقرب عودته إلى أرض الوطن، فهو عندما يقول بعفويته المعهودة: (إنني بخير، وسأعود قريباً جداً إلى المملكة، حتى أكون بين أهلي وأبنائي وشعبي.. النقاهة بالنسبة إلي هي متعة العمل، فنحن نحمل أمانة، والوقت يدهمنا وهو لا يرحم، والعمل بالنسبة إلي راحة) يجزم كل مواطن سعودي وكل مقيم على أرض المملكة وكل من عرف الملك عبد الله عن قرب أن الملك يتكلم من القلب، ويعبر عما يجول في خاطره فعلاً لأن الجميع يشعر بذلك ويعرف عنه الصدق والوضوح والشفافية، والإخلاص في العمل، والإحساس بالمسؤولية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بقضايا مواطنيه، كما عرف عنه قربه من المواطن وإحساسه بتطلعاته، ومن نبض الشارع وحاجاته الحقيقية مما أكسبه حب الناس واحترامهم.
محمد بن عبد العزيز المحمود - مستشار قانوني