مما لا شك فيه أن ما سأتحدث عنه ليس شيئاً جديداً، وكل مواطن ومقيم في هذه البلاد يعرف ذلك جليّاً، ولكن من شدة إعجابي بهذا التلاحم الاجتماعي بين القيادة والشعب في بلادنا -وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}- كل ذلك دفعني إلى كتابة هذه الأسطر المتواضعة عبر جريدتنا المفضلة (الجزيرة) لأعبِّر بها عمَّا يختلج في نفسي من غبطة عندما أرى ما يقوم به المسؤولون وعلى رأسهم أمراء المناطق من مشاركة المواطنين في أفراحهم وأحزانهم متخذين من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين قدوة حسنة لهم. وهذا يعود بالطبع إلى أن هذه البلاد اتخذت من القرآن الكريم دستوراً لها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- فقد كان مجلسه مفتوحاً لجميع المواطنين لعرض مشكلاتهم وحاجاتهم عليه مباشرة ويستمع إليهم بكل إنصات وتواضع، والآن عندما تتحدث إلى أحد كبار السن يقول لك «قال عبدالعزيز وأمر عبدالعزيز» يعني الملك عبدالعزيز -رحمه الله، يقول ذلك على سجيته ومن دون تكلف، ويخاطبونه بقولهم يا عبدالعزيز، هكذا كانت قيادتنا وما زالت -والحمد لله- على هذا النهج.
وسأذكر لكم مثلاً واحداً في هذا التلاحم، وهو ما يحدث في المنطقة التي أعيش فيها، وهي منطقة القصيم، فأميرها ونائبه يعيشان مع المواطنين أفراحهم وأتراحهم وأبوابهما ومجالسهما مفتوحة، فما أن تحصل مناسبة فرح لأي أسرة بالمنطقة إلا ونجد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير المنطقة وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل نائب أمير المنطقة من أول المهنئين بهذه المناسبة. وما أن يحصل مكروه لأي أسرة كالوفاة مثلاً إلا ونجدهما أول المعزين لهذه الأسرة والوقوف معها في مصابها، في الوقت الذي نرى فيه أنه في بعض البلدان الأخرى ما أن يصل شخص ما إلى مرتبة مدير عام عندها لا يمكن الوصول إليه أو التحدث معه.
لذا فإن ما ذكرته يعد جزءاً يسيراً مما يحدث في بلادنا من تراحم وترابط بين الشعب والقيادة، وأنا أقول ذلك وأنا على ثقة تامة بأن صاحب السمو الملكي أمير المنطقة ونائبه لا يحبذان الإطراء أو المدح ولكن ما دفعني إلى ذلك هو ما ذكرته آنفاً، إضافة إلى أن هذه حقيقة ما نعيشه في بلادنا ولم يكن قصدي من ذلك أي هدف أو تملق أو رياء، والله سبحانه وتعالى شاهد على ما أقوله، فهنيئاً لهذا الشعب بهذه القيادة المنبثقة من الشعب.
مطلق مبارك الجمعان