بينما يضج العالم بأسره بالأزمات والاضطرابات السياسية والاقتصادية نجد أن مواطني المملكة العربية السعودية في شغل عن ذلك تماماً وقد طغت عليهم الفرحة والسعادة الغامرة بمناسبة القدوم الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- من كل سوء ومكروه إلى أرض الوطن بين شعبه وأبنائه وذلك بعد أن تكللت العملية الجراحية التي أجراها -حفظه الله- بالنجاح.
وهذه المشاعر بالطبع هي حصيلة المحبة التي يكنها أبناء الشعب السعودي نحو مليكهم الإنسان الملهم. فالمواطن السعودي بهذا الكم الذي يحمله نحو قيادته فإنما يجسد ثقافة تواترية نمت على إثر صيغة التراتب الإيجابي الذي يعود نفعه عليه بشكل مباشر. وهذا مما يوحي بوعي الموطن السعودي الذي يحقق له ترابط جسور التواصل مع قيادته والاندماج بوعي ومسؤولية تفضي إلى حيث المواطن الصالح. ولا شك أن كل مواطن سعودي انتظر بفارغ الصبر عودة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله سالماً معافى إلى شعبه ومواطنيه وقد تكللت رحلته بالشفاء والعافية.
ولعل قراءة سريعة في السنوات المباركة لحكم خادم الحرمين الشريفين يجعلنا نتأمل بهذه الأسطورة التي سخرت كل إمكاناتها لخدمة شعبها ومواطنيها وحفزت عجلة التنمية في بلادنا بصورة أذهلت العالم والدليل على ذلك أرقام المشاريع والتحول الاقتصادي ووصول بلادنا إلى الأمثل في مراحل زمنية قصيرة.
بينما هذه الأرقام المتسارعة لا تنسينا بأي حال من الأحوال أن قدرة الأمة تكمن في صدق ولائها لقيمها ووطنها وولاة أمرها وأن هذا الانتماء هو الذي يكفل انصهار المواطن في بوتقة الوطن وجعله مواطناً صالحاً يرسم خطاه المستقبلية لخدمة وطنه ويتفانى في ذلك عبر الصور المتاحة لكل فرد من أبناء هذا الوطن المعطاء.
فما أروع صور بصمات العطاء لقيادتنا الرشيدة التي ستبقى على مر الأيام ونحن هنا في هذه المساحة لا نكتفي بتأمل ملامح سير العطاء لحكومتنا الرشيدة فقط، بل نحاول أن نصنع في بقعة الضوء تلك الإنجازات المشرفة التي تحققت وكان الهدف منها رفعة المواطن السعودي ومن أجل غد أفضل للأجيال القادمة.
نسأل الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وأن يديم عليه لباس الصحة والعافية وأن يديم على بلادنا الأمن والرخاء حتى تظل منارة تهدي السائرين واستمراراً لحضارة العالمين.
أ.د. عبدالرحمن بن إبراهيم الحميدعميد كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة القصيم