تحدث عدد من المنتسبين للإدارة المدرسية في الميدان التربوي من مناطق المملكة ل(الجزيرة) عن الصلاحيات الجديدة لمديري المدارس.. ففي البداية أوضح مشرف الإدارة المدرسية بمكتب التربية والتعليم بالروضة محمد بن عبدالعزيز العثيم أن منح مدير المدرسة الصلاحيات لقيادة المدرسة مهمة جداً لسرعة إنجاز الأعمال ولوضع مدير المدرسة في المكان الذي يليق به مضيفاً أن الشعور بالتوجس لدى المعلمين طبيعي قائلاً: نعلم جميعاً بأن كل جديد له نسبة من الاستخدام الخاطئ ولكن مع الممارسة والتدريب والاختيار الجيد لمدير ووكيل المدرسة تنحصر هذه السلبيات. وتابع العثيم قائلا إن أهم ما ورد في الصلاحيات الجديدة هي اختيار من يرشح للعمل وكيلاً للمدرسة من قائمة الأسماء الموجودة لدى لجنة مديري المدارس ووكلائها بإدارة التربية والتعليم وتحديد المعلم المراد نقله من المدرسة - الذي قل أداؤه عن خمس وثمانين درجة في تقويم الأداء الوظيفي والتوجيه بنقل أي من شاغلي الوظائف الإدارية، وشاغلي الوظائف التعليمية بالمدرسة من غير المعلمين إذا قل أداؤه عن تقدير «ممتاز» والاتفاق مع القطاع الخاص لرعاية برامج المدرسة بما ينسجم مع الأهداف التربوية والاتفاق مع مؤسسات التدريب الأهلي المعتمدة لتنفيذ برامج تدريبية بالمدرسة لمنسوبيها وفق إمكاناتها واعتماد تسمية المعلمين الذين يستحقون مكافأة عن تدريس حصص الانتظار وترشيح ما لا يزيد عن خمسة من شاغلي الوظائف التعليمية بالمدرسة لانتدابهم لغرض التنمية المهنية في العام الدراسي والتعاقد مع المؤسسات المختصة لإجراء عمليات الصيانة الطارئة للمدرسة وفق الميزانية المخصصة. وأردف العثيم أما الصلاحيات التي أرى أن مدير المدرسة بحاجة ماسة لها، فهي التعامل بوضوح مع المعلم المقصر وكذلك النقص من الكوادر البشرية والمالية والمبنى المدرسي المستأجر والتعامل مع المالك. واختتم مشرف الإدارة المدرسية بأن الرؤية المستقبلية لنجاح الإدارة المدرسية تكون في الاختيار الأمثل للقيادة المدرسية وإعداد القيادة المدرسية قبل التكليف وبعد ذلك التحفيز لتلك القيادات واستكمال احتياج المدارس من الكوادر البشرية (وكيل - مرشد - معلم.....) قبل بداية العام الدراسي وأخيراً وضع ميزانيات مستقلة للمدارس.
ومن جانبه قال صالح بن أحمد النعيم مدير مدارس رؤية المستقبل الأهلية: إن التغيير الذي أحدثته الوزارة بمنح صلاحيات واسعة للمديرين والمديرات ناتج عن رؤية واسعة وشمولية باعتمادها اللامركزية في التعامل مع الإدارات والمديرين وهذا يتيح لنا الفرصة للإبداع والتميز، ومن هذه الإيجابيات التي يمكن تحقيقها إيجاد إدارة نموذجية للمدرسة وتجهيز هيئة تدريس مسؤولة تعمل دون رقابة وتهيئة البيئة الملائمة لطلبة المدرسة تهيئة تربوية وعلمية ذات قيم وخلق لخدمة المجتمع وجعلهم قادرين على تحمل رسالة الحياة.
وأضاف النعيم: ولكي يستطيع المدير أن ينفذ هذه الصلاحيات يجب أن يكون المدير قادراً على التخطيط ووضع خطط التغيير المدروسة وأن يكون قادراً على اتخاذ القرار، مشيراً إلى أنه كي تتلاشى خشية المعلمين من الصلاحيات المعطاة للمديرين واستخدامها للتعسف والتمييز فإنني أرى أن من واجب المدير ممارسة أسلوب القدوة ويعمل مع المرؤوسين بروح الفريق مع مراعاة المرؤوسين ومتطلباتهم، وظروفهم الشخصية كما يهتم بحل مشكلات العمل وأن يركز على الأداء ويهتم باللوائح والنظم وهذا يتطلب من المدراء توقع التغيير بل والتنبؤ به ليمكّنهم من التعامل معه ثم تحقيق النتائج الأفضل ومن الأسباب التي تؤدي لبعض الأشخاص مقاومة هذه الصلاحيات أن تتأثر مصالح الفرد إما الشخصية أو الوظيفة، كفقدان مركز وظيفي أو سلطة معينة، أو مميزات وظيفية أو وجود أسباب شخصية كالحقد أو الغيرة مضيفا أن وجود مشكلات مصاحبة للتطبيقات الجديدة يعد أمراً منطقياً.
وتابع النعيم قائلاً: وبذلك تكون هذه الصلاحيات هي نتاج ما فكر به هؤلاء المسؤولون الذين لم يغفلوا فيها أي صغيرة وكبيرة، مبيناً أن الصلاحيات كثيرة وفيها الكثير من المرونة في اتخاذ القرارات المباشرة التي تتعلق بالعمل داخل المدرسة، وما أتمناه أن يدرك مديرو المدارس حجم هذه الثقة وكبر هذه الأمانة في دفع عملية التعلم.
من جهته رأى طارق بن عوض الزايدي مدير مدارس الطلائع بمحافظة الطائف والحائز على جائزة وزارة التربية والتعليم للتميز في دورتها الأولى أن الصلاحيات مفيدة للغاية، وتدفع لتطوير العملية التربوية التعليمية بالمدارس.
كما أن هذه الصلاحيات تعد توسعاً في استقلالية المدرسة وأحقيتها في ممارسة جملة من الإجراءات التي كانت سابقًا مركزية، وعملاً بأحدث ما توصلت إليه التجارب في التعليم العام مؤكداً أن الصلاحيات إذا طبقت بشكل سليم ستحقق نقلة كبيرة في العمل التربوي والتعليمي، وستكون دعماً للمدرسة في أداء دورها المنوط بها بشكل واسع، وهو ما يتفق مع التوجهات المستقبلية للوزارة الرامية إلى أن تكون المدرسة هي دائرة العمل التربوي والتعليمي الإستراتيجي، وأضاف الزايدي: إن الصلاحيات متمشية مع الفلسفة الدينية والاجتماعية والسياسية للبلاد وتتسم بالمرونة، وليست ذات قوالب جامدة وثابتة، وتتلاءم حسب تغير الظروف وكذلك تسعى للوصول إلى تحقيق أهداف التربية والتعليم التي نعمل جميعاً من أجل تحقيقها أساساً وتنظيم وتنسيق الأعمال الفنية والإدارية في المدرسة تنظيماً يُقصد منه تحسين العلاقات بين العاملين في المدرسة. وتابع الزايدي:
إن الصلاحيات التي أعطيت لمدير المدرسة هي صلاحيات فعالة، ويكاد لا ينقصها شيء من وجهة نظري إلا إعطاء مدير المدرسة الحرية في اختيار مَنْ يرشح للعمل كمعلم بالمدرسة من بين قائمة المرشحين للعمل بالتدريس في الإدارة التعليمية.
وإعطاء مدير المدرسة صلاحية عمل اختبارات تقييمية تشخيصية للمعلمين الذين يأتون للعمل بالمدرسة ومعرفة مدى مناسبتهم للعمل بالمدرسة من عدمه، وأن يكون للمدير حق قبول معلم بمدرسته أو عدم قبوله وأيضاً عدم وجود دليل واضح وميسر لعمل مديري المدارس وكذلك زيادة يوم دراسي بالأسبوع إذا اقتضت الحاجة إلى ذلك وتعليق الدراسة لمدة يومين أو ثلاثة في حالة حدوث حالة طارئة تستدعي ذلك مثلما حدث في كارثة جدة ومنح مدير المدرسة إمكانية إعطاء المعلم مكافأة مالية كبيرة لِمَنْ يجتهد من المعلمين ويتضح تفوقه وتميزه.
ومن جانبه قال محمد بن صالح العريض مدير متوسطة الإمام أحمد بن حنبل الحائز على جائزة التميز على مستوى الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض: لا شك أنه من الأهمية بمكان منح مديري المدارس صلاحيات جديدة، حيث إن مدير المدرسة يعتبر المسؤول المباشر عن إنجاح العملية التعليمية والتربوية في المدرسة لأن المدير هو من يباشر العمل داخل المدارس وهو المشرف المقيم فله الدور الأكبر في الاطلاع على سير العمل في المدرسة، وأردف قائلاً: لم أجد في هذه الصلاحيات ما يستدعي ذلك، وذلك لأن القرارات مبنية على وجود مبررات وشواهد لا بد من توفرها قبل اتخاذ القرار والمقصر يحاسب أياً كان وتابع العريض: إن من أهم مميزات القرار اعتماد تسمية المعلمين الذين يستحقون مكافأة تدريس حصص الانتظار والاتفاق مع مؤسسات التدريب الأهلي المعتمدة لتنفيذ برامج تدريبة وكذلك الاتفاق مع القطاع الخاص لرعاية برامج المدرسة، وطالب مدير متوسطة الإمام بأهمية تفريغ رائد النشاط من المعلمين في المرحلة المتوسطة من دون الرجوع إلى الإدارة بحيث لا يؤثر على أنصبة المعلمين (أسوة بالمرحلة الثانوية) وأيضاً تخفيض نصاب المعلم المتميز الذي تتجاوز خدمته 15 سنة فأكثر والاستفادة من خبرته في حالة وجود وفر في النصاب وكذلك اعتماد نقل المقصر من المعلمين في المنطقة التعليمية بعد وجود مبررات ونقل الطالب المقصر في حالة وجود ضرر واضح على المدرسة سلوكياً وتعليمياً وتربوياً وكذلك صلاحية تعليق الدوام المدرسي للطلاب في الأيام الأخيرة التي تسبق الاختبارات وأيضاً الاكتفاء بإشعار المكتب فقط عند تطبيق الصلاحيات. ودعا العريض لإنجاح الإدارة المدرسية إلى توفير الطاقم الإداري للمدرسة مكتملاً حسب اللوائح والأنظمة (مدير، وكيل، مرشد، معلم، إداري، كاتب، مراسل، مدخل بيانات) وإضافة مراقبين داخل المدارس للقيام بمهمة إداريين وكذلك توفير البديل للمعلم المقصر في وقت مبكر وإيجاد حوافز لمديري المدارس وكذلك تشكيل نخبة من المدرسة لمتابعة الصلاحيات وأيضا تطبيق عناصر الجودة الشاملة على العمل التربوي والتعليمي ومنح مدير المدرسة صلاحية تطبيق الجودة وكذلك إعطاء المدير الصلاحية في استثناء وكيل المدرسة من النقل وصلاحية إيقاف الطالب عن الدراسة لفترة محددة لمصلحة تعليمية وتربيوية وأخيراً، إعطاء مدير المدرسة صلاحية تحديد احتياجات المدرسة من الكوادر الإدارية.