تعد (الإدارة) في أي مشروع من الأهمية بمكان لكونها منطلق الإنجاز ومحور الإجادة وأساس التنظيم، وفي العالم الثالث يقل الاهتمام بهذا الجانب بله تخصيص الأعمال الإدارية لخريجيها سواء في القطاع التعليمي أو الصحي أو في غيره من مجالات المقاولات والنفط وغيرها، ففي حين يرى أصحاب نظرية التخصيص الإداري أن خريجي الإدارة أدرى بمهارات وخطوات التخطيط والتنفيذ والرقابة والتقويم وما تتضمنه من قدرة على التعامل مع الكوادر البشرية وغيرها بما يحقق جودة الأداء والتنظيم الإداري، وأصحاب هذه النظرية يدعون إلى إسناد العمل الإداري لخريجي الإدارة المؤهلين، بينما الحاصل الآن في الميدان التربوي العكس حيث يتم التكليف بإدارات المدارس لمعلمين ليس لهم من الخبرة الإدارية سوى ما يتحقق لهم من تراكم التجربة السنوية التي تتكرر بأخطاء وقرارات تفتقد للمرجعية الإدارية، وهذا يدعونا إلى أهمية دراسة صرف جهود أكبر لمراجعة الارتقاء بالعمل الإداري داخل المدارس بإيجاد المؤهلين علميا ومهنيا ويمكن في ذلك الاستفادة من تجربة وزارة الصحة بإشغال إدارة المراكز الصحية بخريجي قسم الإدارة الصحية خاصة في ظل الرغبة بإعطاء صلاحيات أكبر لمديري المدارس والبدء في منح الاستقلالية وتخصيص ميزانية لكل مدرسة، وهذا يستدعي مناقشة إنشاء أقسام خاصة للإدارة التربوية في مرحلة البكالوريوس تخرج كوادر جديدة لإدارة المدارس تحمل ملكات وحسا إداريا ومهارات مناسبة لإدارة العمل التربوي، وهذا سيجعل العمل انسابيا ويتجاوز الاجتهادات في الاختيار لمدير المدرسة وكذلك في ممارسة العمل الإداري.