التحقيقات - منيف خضير
أعرب عدد من أئمة الجوامع والخطباء وعدد من المسؤولين عن سعادتهم البالغة بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من رحلته العلاجية سالماً معافى، ومثنين على جهوده - حفظه الله - في خدمة الحرمين الشريفين وخدمة المسلمين في كل مكان.
بداية تحدث الأستاذ أنور بن حسين النصار (مدير إدارة العوق البصري - الإدارة العامة للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم) قائلاً:
كلنا يحاول عرض ما يمكنه من إنجازاتك يا ملك الإنسانية, ولكنني سأتناول في نظري أهم هذه الإنجازات على صعيد حفظ كرامة المواطن مهما كانت إمكاناته وقدراته.
ولقد حظي المعوقون بصرياً منذ توحيد المملكة العربية السعودية برعاية واهتمام مؤسس كيان هذه الدولة وأبنائه من بعده رعاهم الله, فقدموا لهم كافة التسهيلات التي تكفل كرامتهم وعزتهم وتجعلهم فاعلين في مجتمعهم.
وتجسَّد أول اهتمام بهم بقبولهم طلاباً في المعاهد الدينية والكليات الشرعية ليتلقوا تعليمهم مع أقرانهم في البيئات الأكثر اندماجاً.
كما كفلت لهم الدولة الرعاية الاجتماعية بما قدمته لهم من المساعدات المالية والعينية كل حسب حاجته. وعندما انتقل اهتمام العالم بالمعوقين من النظرة المبنية على الرعاية الخيرية الطبية والاجتماعية على أساس أنها مسألة إنسانية مبعثها الرحمة والعطف إلى الاتجاه القانوني القائم على عالم الحقوق والذي مبعثه أن المعوقين لهم الحق الذي لغيرهم, كانت المملكة من أولى الدول العربية التي وقعت وصادقت على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الصادرة في ديسمبر 2006.. وأكدت المادة الأولى من غرض هذه الاتفاقية (تعزيز وحماية وكفالة تمتع جميع الأشخاص ذوي الإعاقة تمتعاً كاملاً على قدم المساواة مع الآخرين في جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية وتعزيز احترام كرامتهم).
إن سرعة مصادقة مملكتنا الحبيبة على الاتفاقية الدولية يعكس صدق الإرادة السياسية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وعلى حرصه لمواكبة التوجه الدولي نحو تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.. هذه البادرة تؤكد أننا نتمتع بقيادة واعية تسير في خطى ثابتة منبعها ديننا الإسلامي الحنيف.. بأهمية مساواة المسلمين في كافة الحقوق والواجبات.
خدمة ضيوف الرحمن
أما الشيخ نايف بن سالم الضوي (إمام وخطيب جامع) فقد أعرب عن سعادته بهذه المناسبة وقال:
نعيش هذه الأيام فرحة شفاء خادم الحرمين الشريفين وعودته إلى مملكته بين أهله وأبنائه.. وقد منَّ الله تعالى عليه بالشفاء والعافية، ونتذكر مع هذا القدوم الكريم ما قدمه الملك عبدالله بن عبدالعزيز في سبيل خدمة بيوت الله تعالى وتحديداً خدمة الحرمين الشريفين، حيث كان في عهده -حفظه الله- التطوير والعمران والازدهار والعمل الدؤوب في توفير كافة السبل والوسائل وتوسعة الحرمين الشريفين، وما رأيناه في حاضر الأيام.. وما سنراه في المستقبل القريب شاهد على ذلك كله، كيف لا وقد عشنا نجاح موسم حج هذا العام.. وشاهدنا الحجاج وهم يسيرون بكل يسر وسهولة ويتنقلون بين المشاعر المقدسة في راحة تامة وخدمة كاملة من خلال المشروعات الضخمة والنهضة العلمية والاقتصادية والعمرانية التي سهَّلت نسك الحج على الجميع، وفق المنهج القويم الذي تسير عليه هذه البلاد المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة في عمل متواصل بالليل والنهار من أجل تهيئة الأجواء المباركة والمناسبة لضيوف الرحمن.. أبا متعب أهلاً بك ومرحباً بعودتك.. عدت وعادت إلينا الحياة، لا أراك الله أي مكروه وطهور إن شاء الله.
حفظكم الله كما حفظتم أمننا
أما الشيخ فيصل بن حمود المخيمر (خطيب جامع عمر بن عبدالعزيز برفحاء) فقد تحدث بهذه المناسبة قائلاً:
يقول جلَّ وعلا: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ}.. كم نحن بحاجة إلى أن نعي مفهوم هذا الخطاب.. وأن نعمل بما احتوى عليه ففيه الرشاد والخير للأمة، كم نحن بحاجة إلى الألفة والاجتماع والوحدة والوفاق خصوصاً في مثل هذه الأوقات الحرجة والأزمات الراهنة التي يمر بها عالمنا الإسلامي، إذ دعوات الفرقة والتناحر والتدابر والشقاق قائمة على أشدها، تنطلق من جهات متعددة: {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً}.
ويجب أن لا يكون للإرهاب والمنهج الضال بكل أشكالهما.. لا يكون لهما مكان بيننا سواء بدفع هذا إلى الغلو والتنطع في الدين.. أو دفع ذاك إلى التحلل من شرع الله والاستهزاء بآياته والأفتيات على شريعة رب العالمين.
ولا شك أن هذه البلاد المباركة محفوظة بحفظ الله.. وهذا واضح جلي من خلال تلك النجاحات والجهود الاستباقية لرجال أمننا البواسل للقضاء على هذا الفكر الضال، وكشف المخططات الإجرامية التي يلجأ إليها الإرهابيون بين الفينة والأخرى.. وصدق النبي صلى الله عليه وسلم لما قال في وصيته لابن عباس رضي الله عنه (احفظ الله يحفظك).. ويجب علينا جميعاً أن نتعاون في محاربة هذا الفكر الضال: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} الكاتب الناصح بقلمه والخطيب من على منبره والداعية بدعوته والجندي ببسالته والعالم بفتواه وولي الأمر بتوجيهاته.. وهكذا يندحر الباطل ويضمحل: {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً}.
وهذا ملمح مهم أن مما يضعف الجهود المباركة في كبح هذه الفئة الضالة الأقلام العفنة التي تكتب من أجل محاولة النيْل من العلماء وبمهاجمتهم في الصحف الورقية والإلكترونية والافتئات على المرجعية الشرعية التي نصبها ولي الأمر والانتقاص من هيبتهم وتأليب العامة عليهم.. وبهذا تنعدم المصداقية وكل ذلك يؤلب علينا بعض المنظمات المتصهينة ويجند بني جلدتنا علينا لزعزعة أمننا.. وهكذا دواليك من حيث شعرنا.. أو لم نشعر كما قال الشاعر:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه
إذا كنت تبني وغيرك يهدم
جهود إصلاحية
وقال سعادة المهندس الظمني بن حطاب الرويلي (رئيس بلدية طلعة التمياط):
سعادتنا كبيرة بعودة والدنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين سالماً معافى بحمد الله، ولا بد أن نشيد بالجهود الكبيرة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين في سبيل الإصلاح على كافة المستويات في بلادنا، كما نشيد بحكمته في القضاء على الإرهاب واجتثاثه، ونشر ثقافة الحوار والتصالح مع الآخر وفق تعاليم وضوابط شريعتنا الإسلامية، فمن القلب نقول لخادم الحرمين الشريفين: لا بأس وطهور إن شاء الله.
كما أعرب سعادة المهندس فهد بن إبراهيم النورة عن سعادته بهذه المناسبة حيث قال:
تباشير الفرح في كل ركن من أركان مملكة الإنسانية بعودة والدنا وقائد المسيرة إلى أرض الوطن، هذا الوطن الذي تحوَّل بفضل عقلية القائد الفذ إلى مملكة الإنسانية بهذا المفهوم الإنساني الذي تجاوز أبعاد الزمان والمكان، عبر مساعدة الأشقاء العرب والمسلمين وتكريس مبدأ التصالح العربي والإسلامي، وفي مساعدة الأطفال السياميين وعلاجهم بالمجان في المملكة، فحمداً لله على سلامة قائد المسيرة وعودته إلى أرض الحب والنماء.
خدمة المسلمين
الشيخ فواز المسطحي (إمام وخطيب جامع) أثنى على جهود خادم الحرمين الشريفين وقال:
لا يمكن حصر جهوده يحفظه الله في مجال خدمة الإسلام والمسلمين، فنجاح حج هذا العام دليل على تكاتف الجهود على كافة الأصعدة، ولا ننسى الدور الحازم لخادم الحرمين الشريفين في القضاء على الفكر الضال الذي كاد أن يستشري في بلادنا، حيث تم التعامل معه بحكمة وحزم، كما نثني على حوار الحضارات الذي تبناه خادم الحرمين الشريفين بديلاً لصراع الحضارات، أما فيما يتعلق ببناء المساجد فله دور ريادي كبير امتداداً لدور ملوك المملكة قاطبة في رعاية بيوت الله، ونقول في الختام:
مرحباً بعودة مليكنا المحبوب سالماً غانماً، ونحن بخير ما دام هو بخير.
كما قال الشيخ فايز بن فهيد الرخيص (إمام وخطيب جامع):
الفرحة لا تسعنا بعودة والدنا المحبوب من رحلته العلاجية التي تكللت بالنجاح ولله الحمد، فغيابه ترك أثراً سيئاً في نفوسنا لمكانته الكبيرة في العالمين العربي والإسلامي، وذلك لمواقفه الجمة في خدمة المسلمين المنكوبين في كل مكان وزمان، وللدور الريادي العالمي الذي يضطلع به -حفظه الله- في السير بالعالم إلى بر الأمان.. وإلى البناء والنماء.