نعم المواطن دائماً في قلب وفكر خادم الحرمين الشريفين والذي سعد المواطن بعودته من رحلته العلاجية، بعد أن شفاه الله ونسأل الله أن يديم عليه نعمة الصحة؛ فهو الأب والأخ لكل مواطن.
ولذلك لا يستغرب الاستقبال الحاشد على طول جنبات الطريق والمعبر عن سعادة كل المواطنين: الطفل والشيخ من كل طبقات الشعب ومن كل أنحاء بلادنا الغالية.
لقد كان المواطن في قلب وفكر الملك دائماً، في صحته ومرضه، في حله وترحاله ودائم المتابعة لأحوال المواطنين كبيرهم وصغيرهم ويعمل كل ما يحل مشاكلهم كما يعمل على سعادتهم.
إن القرارات الثلاثة عشر التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين، لها آثار اقتصادية واجتماعية وتنموية لا تعد ولا تحصى. وتلامس أحوال المواطنين المحتاجين. إنها قرارات تعطي مشكلة الإسكان وتوفير سكن لكل مواطن فقد تم تخصيص مبلغ خمسة وخمسين مليار ريال لتوفير السكن للمواطنين المحتاجين بدعم ميزانية صندوق التنمية العقارية والهيئة العامة للإسكان. ومتوقع أن تحدث نقلة كبيرة في تطوير الإسكان. كما أن دعم ميزانية بنك التسليف والادخار بمبلغ ثلاثين مليار ريال يعد دعماً كبيراً للشباب المحتاجين لإقامة وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة. والكرة في مرمى الشباب بأن يحسنوا الاستفادة من هذه القروض الميسرة وألا تكون فقط لتشغيل عمالة أجنبية وأن يتولى الشباب القيام بإدارة وتشغيل مشاريعهم الممولة بأنفسهم. ولا تقل القرارات الأخرى أهمية عما سبق لدعم الجمعيات المهنية والجمعيات الخيرية، ودعم الأندية الأدبية والرياضية. ولم ينسى خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - مستحقي الضمان الاجتماعي وذلك برفع الحد الأعلى لأفراد الأسر التي يشملها الضمان إلى خمسة عشر فرداً بدلاً من ثمانية أفراد حالياً، كما أن الإعانة المالية التي سيتم تخصيصها للشباب الباحث عن عمل ذات أهمية كبرى إذا أحسن تطبيقها واستفاد الشباب منها، ونأمل ألا تدع الشباب يستكين ولا يبحث عن العمل وأن تكون هذه الإعانة لمرة واحدة كما أن قرار تأسيس لجنة عليا لدراسة موضوع البطالة قرار استراتيجي ونتمنى أن تكون قرارات اللجنة مبنية على أسس علمية واقتصادية واجتماعية تعمل على الموازنة بين مصلحة العامل ومصلحة صاحب العمل حتى لا تكون قراراتها سلبية وأن تبنى على دراسات وطنية وليست مستوردة تقوم بها شركات أجنبية تنفذ التوصيات التي تملى عليها.
إن قرار دعم الأجهزة الرقابية برأيي من أهم القرارات لمتابعة تنفيذ أعمال الوزارات والمصالح الحكومية المختلفة وأن تعمل على تلافي ما ظهر من أخطاء جسيمة من بعض الأجهزة الحكومية وأقرب مثال عليها الأضرار الهائلة التي ضربت مدينة جدة مرتين خلال عامين وأن تعمل على القضاء على الفساد الإداري والذي هو سبب كل المشاكل ومن ذلك تحري وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
إن خادم الحرمين الشريفين - كما هي عادته - قد أدى الأمانة وبقي على المسئولين تنفيذ هذه القرارات الإستراتيجية بكل أمانة وإخلاص لتحقيق هدف خادم الحرمين الشريفين والذي هو دائماً في مصلحة الوطن والمواطن، والله نسأل أن يديم على خادم الحرمين الشريفين الصحة وأن يوفقه دائما لخدمة الدين والوطن.
باختصار:
يلاحظ في السنوات الأخيرة عدم مقابلة المسئولين للمواطنين والمراجعين إلا بمواعيد، والتي قد تعطى (وغالباً لا تعطى) وإن ذلك مخالف لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - حيث سبق وأن وجه خادم الحرمين الشريفين لكل المسئولين والوزراء بأن يخصصوا وقتاً (وإن كان قصيراً) بعد الظهر لمقابلة المواطنين. وقد اختفت هذه المقابلات حتى أصبح المواطن لا يجد من يرجع له إن احتاج لرئيس الجهاز الحكومي إلا بالواسطة، وأصبح أمر مقابلة المسئولين بيد عدد من الحجاب من السكرتير إلى مدير عام مكتب معاليه.
ويبدو أن المسئولين نسوا أنهم ما وضعوا إلا لخدمة المواطن، كما يلاحظ زيادة البيروقراطية وعدم الشفافية قد أصبح سمة الكثير من الدوائر الحكومية وهذه عقبات في سبيل التطوير الإداري في سبيل التنمية.