مع تزايد آمال المواطنين في قرب حل مشكلة الإسكان وتوفير منازل للسعوديين تليق بإنسانيتهم، بعد أن خُصِّص لهم مبالغ كفيلة بتحريك الهيئات والمؤسسات التي أُنشئت لمعالجة المشكلة.. ونقول عن تزايد آمال المواطنين بالحل، مبعثه القراءة للقرارات الملكية التي رافقت عودة خادم الحرمين الشريفين من رحلة العلاج، فالجميع بات مطمئناً من أن المتابعة والمراقبة والمحاسبة على التأخير والإنجاز ودقة وجودة العمل ستكون عنوان المرحلة القادمة فعلاً لا قولاً. فخادم الحرمين الشريفين سيكون متابعاً لكل ما أمر بتنفيذه، وبالذات حل مشكلة الإسكان والبطالة والفقر. وعلى الذين يتولون هذه الملفات أن يكونوا جاهزين للمحاسبة وأن يفلحوا في إنجاز ما كلفوا به، فلا مجال للأعذار، إذ إن كل شيء قد توفر، وكل شيء قد زُوِّد به الجهات التي كُلِّفت بإيجاد حلول لهذه المشكلات التي ليست بذات الصعوبة التي تستدعي كل هذا التأخير حتى كادت هذه المشكلات أن تصبح ظاهرة في دولة تقودها قيادة تضع كل إمكانياتها وتجند كل وقتها لخدمة شعبها، فتقتصر الهيئات والوزارات والمؤسسات التي كُلِّفت بإيجاد حلول لها أو أنها من مسؤولياتها.
مشكلة توفير الإسكان ما كان لها أن تصبح مشكلة في بلاد شاسعة تملك موارد كافية لتمويل بناء المساكن، إلا أن سوء التوزيع واحتكار الأراضي حرم المحتاجين للمساكن، وجعل الأراضي في قبضة من جعلوها تجارة يضاربون بها على حساب راحة المواطن.
والبطالة أخذت تتزايد وتتضاعف لعجز الجهات التي كان يُفترض أن تعالجها في إيجاد حلول ناجحة لهذه المشكلة التي أصبحت ظاهرة بعد أن طغت ثقافة «التوظيف» على ما كان يجب تأسيسه، وهو إيجاد المهارة وصنع الشخصية السعودية المنتجة وليست المتلقية والاتكالية، لنعوض ذلك باستيراد الكفاءات والمهارات وبأرخص الأسعار.
من هذه المشكلة وتلك أخذ الفقر يتزايد ويصل إلى أرقام لا يمكن أن تشهدها دولة يقودها عبدالله بن عبدالعزيز الذي يعمل لمعالجة هذه المشكلة، وقدم مبادرات عديدة للقضاء عليها، وينتظر عون وعمل من أوكل إليهم معالجتها. إلا أننا وبكل الصدق وبألم أيضاً نقول إنهم لم يحققوا آمال وطموحات ملك الإنسانية الذي لا يريد وجوداً للفقر في بلاده.
JAZPING: 9999