حائل - سعود الرفاع:
في قصة غريبة لأم ودعت الدنيا في لحظات بعد أن حرصت على إفطار أبنائها وبناتها قبل الذهاب إلى المدرسة والعمل، لكنها لم تَعُد، إضافة إلى زوج وأبناء نادرين أعربوا بسرعة عن عفوهم عن داهس الأم التي يحبونها.
غير أن المفاجأة كانت في أن العسكري الذي باشر عملية محاولة إنقاذ المرأة هو ابنها الذي فوجئ لدى انكشاف وجهها أثناء نقلها بأنها أمه. حدث ذلك في حائل.
وفي التفاصيل أن الأم كانت تقف على كل التفاصيل الصغيرة لخدمة أبنائها، وكانت قد خرجت لإحضار الخبز من خباز قريب من منزلها، وإذا بشاب يقصد المدرسة القريبة من المنزل لتوصيل أمه المعلمة، فدهس الأم وهي تعبر الطريق.
وعلى الفور هرع إلى إنقاذها، واسترعى المشهد عسكري بزيه الرسمي فأسرع للمساعدة، وحمل المرأة إلى السيارة، وأثناء ذلك انكشف وجه المرأة ليفاجأ العسكري بأنها أمه، وفي الطريق إلى المستشفى فارقت الحياة.
وما كان من الأب وأبنائه إلا أن رفضوا أن يعودوا إلى منزلهم قبل أن توافق الجهات المختصة على إخراج الشاب الذي دهس السيدة من التوقيف، في موقف نادر بعد أن قاموا جميعاً بالبحث عن منزل أهل (داهس أمهم)، وأعلنوا رغبتهم في التنازل الفوري وإخراج الشاب من التوقيف.
وقد تواصلت (الجزيرة) مع الأسرة (هاتفياً) وهي في طريقها إلى مكة المكرمة لأداء العمرة باسم الفقيدة، ضاربين أروع الأمثلة في الصبر والحرص على الدعاء للفقيدة وعمل كل ما يعود عليها بالأجر والثواب.