|
الجزيرة - سعيد الدحية الزهراني
شدد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة على عدم الانجراف حول الشائعات الإلكترونية التي تسيّر حملات الدعوة إلى مقاطعة معرض الكتاب بسبب آراء متشددة تطالب بمنع بعض الكتب.
وبين خوجة أن وزارته لم تمنع أي كتاب، وأن من يرى غير ذلك فله أن يتقدم لإدارة المعرض بعد تعبئة استمارة موزعة داخل المعرض، مضيفاً: أنا أنفي دائماً مثل هذه الشائعات من خلال صفحتي على الفيس بوك.
جاء ذلك خلال جولة تفقدية لمقر معرض الرياض الدولي للكتاب أمس الثلاثاء زار خلالها أجنحة دور النشر واستمع لملاحظات الناشرين..
وكشف الوزير خوجة عن تحويل أكثر من 1000 موظف على بند عقد «رسمي» بعد تحويلهم من نظام التعاون المعمول به على نطاق واسع في وزارته.. موضحاً ما يتعلق بمدى شمول موظفي بند التعاون العاملين بقنوات الوزارة ضمن القرار الملكي القاضي بتثبيت العاملين على كافة البنود.. بالقول: إن موضوع العاملين على بند «التعاون» مختلف لكننا نسعى إلى احتواء هذا الأمر من خلال تحويل كافة العاملين على بند التعاون إلى بند عقود، الأمر الذي سينعكس على استقرارهم وظيفياً وعدم حدوث تأخر في مرتباتهم الشهرية، حيث سيتسلمون مرتباتهم شهراً بشهر دون تأخر.
وأعلن خوجة عن صدور قرار سام يقضي بتحويل الإذاعة والتلفزيون إلى مؤسسات.. ولم يتبق على تطبيق هذا المشروع سوى القليل.. مبيناً أن وزارته شكلت لجنة لتنظيم العاملين بتلك القطاعات لكي يتسنى انطلاق المشروع وفق تنظيم جيد وسليم قريباً..
وفي إجابته على سؤال «الجزيرة» حول وضع وقت محدد لانتهاء هذا المشروع الذي ملّت الصحافة من ترداد عبارة «قريباً» بشأنه قال الوزير خوجة: (الصحافة لن تتعب من عبارة «قريباً» وإنما الموظفين المعنيين بذلك الأم.. وأن الوزارة تحاول بالرغم من تأخر الوقت قليلاً إخراج الأمر بالطريقة المناسبة والسليمة)..
واعتبر خوجة تكريم ست من دور النشر الرائدة بمثابة الجائزة التي أعلن عنها خلال لقائه المفتوح بالمثقفين في معرض الرياض العام الفائت.. مجيباً عن سؤال «الجزيرة».. كذلك هيئة الكتاب التي أعلن عنها خوجة في ذات اللقاء.. حيث قال: الأمر لا يزال تحت الدراسة..
وحول الأمر الملكي بدعم الأندية الأدبية وماهية دور الوزارة في هذا الخصوص.. أوضح خوجة أن وزارته لا تريد التدخل بكل صغيرة وكبيرة في مواضيع الأندية الأدبية.. حيث إن تلك الأندية لديها نخب من المثقفين والأدباء وذوي الخبرة يجتمعون ويتباحثون ويقررون سبل الاستفادة من ذلك الدعم مثل إنشاء مقرات ودعم الفكر والشباب وغيرها بالطريقة التي تراها تلك الأندية..
ونفى خوجة تأثر معرض الرياض للكتاب على مشاركة دور النشر جراء الأحداث السياسية في بعض الدول العربية.. قائلاً: إن كافة المشاركين بالمعرض هم من جميع الدول العربية دون استثناء، ولم يؤثر أي حدث على حضورهم.. نظراً لعلمهم بأمان واستقرار هذه البلاد..
واستبعد خوجة تقلص دور الكتب الورقية نظير التوسع الإلكتروني في الآونة الأخيرة، إلا أن الوزير لم يستبعد حدوث هذا الأمر مع الأجيال القادمة التي وصفها ب»الأجيال الشبكية»، ومازح خوجة الإعلاميين في مؤتمر صحفي عقده عقب انتهاء جولت التفقدية للمعرض قائلاً: «نحن الجيل القديم نعمل على التعلم والاستفادة من التقنية الإلكترونية الحديثة لكي نواكب أجيالكم الشابة.. ويبقى الكتاب الورقي توأم أرواحنا نحن الجيل القديم»..
وقال خوجة: «أعتقد أن معرض الرياض الدولي للكتاب من أهم المعارض في الوطن العربي.. وقد تبوأ معرض الرياض المرتبة الثانية في أحد التصنيفات.. ولو روعيت المعايير الدقيقة لكان معرض الرياض الدولي للكتاب الأول من بين المعارض الأخرى».. وحول دور الوزارة للتصدي للممارسات المحتسبين «المتشددين» الذين يشوشون على زوار المعرض ببعض الممارسات قال خوجة: «علاقتنا مع الجهات الرقابية والاحتسابية جيدة.. ولكن في بعض الأحيان هناك آراء من أطراف أخرى.. ولا مانع من الاستماع إليها.. ووطننا الحبيب تتعدد به الشرائح الأمر الذي يحتم علينا تقبل الرأي والرأي الآخر.. لكننا لن نزايد على الدين والعقيدة إننا تحت لواء واحد.. فنحن نؤمن بحرية الاستماع لكل الآراء دون تفرقة.. المهم أن لا تتداخل بعملنا.. ووزارة الثقافة والإعلام تحظى بثقة خادم الحرمين الشريفين ونحن مؤتمنون بأمانة نسير من خلالها الأمور ولا أحد يفرض علينا أمراً أو يتدخل في شؤوننا».