ورحلت تلك الأم التي اذا أمطرت السماء رفعت يديها فدعت لنا بما تخفيه أنفسنا وإذا نام الخلق استيقظت فسجدت ورددت اللهم احفظهم لي.. وها نحن اليوم نبكيها في يوم وفاتها الثلاثاء الموافق 14-2-1432هـ بعد ملازمتها الفراش الأبيض مدة ثلاثة أشهر عندما كان يقصدها الأطباء للعلاج، كانوا يعلمون أن وضعها الصحي ليس آمناً وكنت أشعر بذلك وأنا على خوف ووجل من أن نفتقدها ونفقد ذلك القلب الأبيض الذي لا يعرف إلا محبة الناس والعفو والتسامح والكثير من العطاء الذي شمل الكبار والصغار ونفقد اجتماعنا الأسبوعي الذي زرعت فيه الحب والحنان والتواصل الذي كان له أثره على سلوكنا ولله الحمد.
فإلى جنة الخلد يا من أديت دورك في الأمومة والرعاية التي شملت أولادك ولم تتركي أحفادك.
لن ننساك ولن ننسى تلك النصائح التي تضيء لنا طريقنا في هذه الحياة.. ولكن إن من أفضالك علينا يا جدتي أن تركت لي أخوالاً كراماً كخالي ناصر الحميدي وإخوانه، ليبقوا لي ذكرى طيبة أرى فيهم صورتك وأشم فيهم طيب ريحك.
عندما تكتسي قلوبنا بنور الإيمان وتطمئن روحنا لنيل ما عند الله {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (96) سورة النحل.
يبقى رضانا بقضاء الله وقدره هو ما يخفف علينا مصيبتنا.. اللهم أبدلها داراً خيراً من دارها وأهلاً خيراً من أهلها وأدخلها الجنة وأعذها من عذاب القبر ومن عذاب النار اللهم آنس وحشتها اللهم متعها بلذة النظر إلى وجهك الكريم واجعلها في الفردوس الأعلى من الجنة.. آمين.
ابنتك - زينب بنت عبدالعزيز الطيار